آخر الموثقات

  • الألباني ولينه ..والقذافي
  • قدرة التعود
  • يا حنضلة
  • بين الحبر والهوى
  • أهل الفاشر يهربون من الموت إلى الموت 
  • إحترام الوقت والإلتزام بالمواعيد
  • منطقة مقفولة
  • خذلان الإدارة وضعف إدارة الدولة 
  • الخمسون.. ليست نهاية الطريق 
  • اللواء حسن رشاد - كل رجال المملكة - ديك الحبش - قدرة قادر - مصر التي 
  • الأولى
  • الورقةُ اللّعينة 
  • سليم
  • باب الخلاص
  • قل لي بربك
  • حنين إلى الماضي
  • تغريد الكروان: تجمل بالسكوت
  • وقت حظك
  • لابد مما ليس منه بد
  • فإنَّ ما ودِّع عند اللَّه لا يضيع
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة ايمن موسى
  5. رجل سبقه ظله

جلس مهمومًا خلف مكتبه المتهالك، شرد بعقله ممنِّيًا النفس بتلك الترقية ليختم بها حياته الوظيفية، توجَّه للسماء داعيًا الله أن يأتي اسمه بتقرير الكفاءة أولًا، ليستحق إنهاء خدمته على درجة أعلى من درجته، حتى يزداد معاشه جنيهات قليلة تُعينه على صعوبات الحياة.

لم يخرجه من شروده وتأملاته سوى همهمات زملائه بالعمل، انتبه لهم ليخبروه أنه حلَّ ثانيًا بتقرير الكفاءة بعد الأستاذ "قرني"، وأنه سيحصل على الدرجة الوظيفية لهذا العام، لم يعترض ولم يتذمَّر، فقط -وبكل هدوء- غادر مكتبه لينصرف في هدوء.

"وقت الظهيرة" ظلَّ يمشي على غير هُدى يرافقه ظله، تأمَّل ظله أثناء مسيره ليجده يمشي معه، فلا هو يسبقه أو يتخلَّف عنه، كما أنه يماثل حجمه فلا هو يكبره أو يصغره، نظر للشمس كانت عموديةً تسقط أعلى صدره.

ظلَّ يمشي على غير هدى حتى إنه لم يشعر بالوقت الذي اقترب من الغروب، وهنا لاحظ شيئًا غريبًا لم يفهمه، كان ظله يفوقه حجمًا، بل -كما يبدو- وكأنه يحاول أن يسبقه! نظر نحو الشمس، فكانت تتجه نحو الغروب، ترسل أشِعَّتها الذهبية نحوه أسفل خاصرته، ما جعل ظله أكبر منه.

لم يكن هذا ما يشغله حقًّا، إنما ما علق بذهنه وعقله هو محاولة ظله أن يسبقه ليتقدَّم عليه، ما جعله يتوقف منتفضًا وهو يردِّد بصوتٍ خفيض:

- حتى أنت تود أن تسبقني لتصبح أولًا وأنا ثانيًا؟

في تؤدة مشى الهوينى مستعيدًا شريط حياته منذُ الولادة وحتى لحظته الراهنة.

تذكَّر أنه حَلَّ ثانيًا لأبويه بعد شقيقته الكبرى، فلم يحظَ بشغف واهتمام والديه بقدومه.

أثناء دراسته بجميع المراحل التعليمية لم يتذكَّر أنه حَلَّ أولًا ليُكرَّم، كان دومًا ترتيبه ثانيًا أو بمرتبة أقل.

حتى التنسيق الجامعي لم يمنحه رغبته الأولى، إنما حصل على رغبته الثانية.

نظر نحو ساعته ليرى كم مرَّ عليه من الوقت خوفًا من توبيخ زوجته له، بسبب تأخره في العودة إلى المنزل، سرعان ما نفض عنه هذا الخاطر عندما تذكَّر أنه حتى بالزواج لم يكُن الزوج الأول لزوجته، إنما حَلَّ ثانيًا بعد طلاقها من زوجها الأول.

تنهَّد تنهيدةً طويلةً وهو يحاول جاهدًا أن يتذكَّر ولو لمرة واحدة كان الأول في أي شيء، لكن -ولخيبته الشديدة- لم تسعفه الذاكرة بشيء، حتى الطوابير الطويلة لإنهاء بعض الأوراق أو استخراجها لم يتذكَّر أنه كان الأول، كذلك في طوابير الجمعيات، حتى الجمعيات المالية التي كان يدخلها لتوفير بعض المال لا يذكر أنه قبض الاسم الأول بأي مرة.

ابتسم بسخرية مريرة عندما تذكَّر أنه حتى الفريق الرياضي الذي يشجِّعه غالبًا ما يحلُّ ثانيًا.

كانت الشمس تتجه نحو الغروب عندما راقب ظله الذي تعملق بفعل تساقط الشمس عليه أفقيًّا من ناحية اليمين، يسبقه ظله باتجاه اليسار، هنا طرأت عليه فكرة بدَت له مجنونة، لكن لمَ لا، لمَ لا يحاول ولو لمرة واحدة أن يكون الأول؟ نعم، يمكنه أن يفعلها ولو لمرة واحدة بحياته.

هنا قرَّر قبول التحدي، حدَّث نفسه قائلًا:

- يمكنك ذلك، نعم، يمكنني أن أسبق ظلي.

نظر للطريق من حوله، وجد المارة كلٌّ منهم له شأن يغنيه عن الاهتمام بمن حوله، نظر للأرض حيثُ يقبع ظله في ثبات وكأنه يتحدَّاه، توجَّه بمُحاذاة الرصيف وأطلق ساقيه بكل ما أوتيَ من قوة.

ظلَّ يجري ويجري مراقبًا ظله الذي ظلَّ متقدِّمًا عليه في هذا السباق، لكنه لم ولن يستسلم.

هذا اليوم عليه أن يثبت لنفسه على الأقل أنه الأول، يكفي شعوره أنه حتى في وطنه ينتمي لطبقة اجتماعية كانت متوسطةً قبل أن تتلاشى بفعل تداعيات الزمن، ليتحول المجتمع إلى طبقة الأثرياء فاحشي الثراء، وأخرى تعاني الفقر المدقع، حتى في ترتيب الطبقات الاجتماعية هو ينتمي للثانية.

كم هو مؤلم وقاسٍ ذلك الشعور بأنك مهمَّش حتى في وطنك. 

ظل يجري ويجري وكأنه يسابق الريح، شعر بالنيران تجتاح صدره، تسري في جسده كسريان النار بالهشيم.

أطبق الظلام عليه من كل حدبٍ وصوب، الضباب يحيط به من كل جانب، شعور مدهش اجتاح كل جوارحه، للمرة الأولى يشعر وكأنه خفيف مثل ريشة في مهب الريح، كان آخر ما رأته عيناه قبل أن يتهاوى من علٍّ، هو ظله الذي بدا له أنه يغادر الأرض ليتجه نحو السماء، ظلَّ يراقب ظله حتى غاب عن ناظريه، غابت الشمس، أظلمت الدنيا، غادره ظله، لم يقاوم.. فقط أغمض عينيه ليفقد الإحساس بكل شيء.

تمَّت

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة غازي جابر
4↓الكاتبمدونة خالد العامري
5↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
6↓الكاتبمدونة خالد دومه
7↑4الكاتبمدونة آمال صالح
8↑1الكاتبمدونة اشرف الكرم
9↑3الكاتبمدونة ايمن موسي
10↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑64الكاتبمدونة سارة القصبي42
2↑32الكاتبمدونة ايمان قادري150
3↑32الكاتبمدونة إيناس عراقي190
4↑16الكاتبمدونة عبير مصطفى44
5↑15الكاتبمدونة ولاء عبد المنعم196
6↑13الكاتبمدونة رهام معلا127
7↑12الكاتبمدونة نجلاء البحيري39
8↑7الكاتبمدونة عبد الوهاب بدر23
9↑7الكاتبمدونة مني قابل77
10↑5الكاتبمدونة آيات القاضي115
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1110
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب713
4الكاتبمدونة ياسر سلمي677
5الكاتبمدونة اشرف الكرم604
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري513
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني436
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين426
10الكاتبمدونة سمير حماد 410

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب362606
2الكاتبمدونة نهلة حمودة215472
3الكاتبمدونة ياسر سلمي198792
4الكاتبمدونة زينب حمدي178293
5الكاتبمدونة اشرف الكرم143855
6الكاتبمدونة مني امين120145
7الكاتبمدونة سمير حماد 116676
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي107684
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين107152
10الكاتبمدونة آيه الغمري102347

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة مريم فرج الله 2025-10-24
2الكاتبمدونة هاميس جمال2025-10-22
3الكاتبمدونة ايمان صلاح2025-10-18
4الكاتبمدونة خالد الخطيب2025-10-15
5الكاتبمدونة سلوى محمود2025-10-13
6الكاتبمدونة بيان هدية2025-09-27
7الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
8الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
9الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
10الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24

المتواجدون حالياً

1568 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع