كلّنا من طين مخلوقين
من نيلها وبترابها معجونين
وآخرتنا متر واحد مش مترين
لكنّا عمرنا ما كُنّا واحد
مِنّا البَشر، وفي مِنّا الشياطين
ـــــــــــــــــــــــــ
في ناس أبداً مش منّا
دمّهم عمره ما كان دمّنا
هما السادة بزيادة
وإحنا العبيد كالعادة
كلامنا واحد… لكنّا اتنين
ـــــــــــــــــــــــــ
هما أصحاب البرج العالي
سعادة الباشا وصاحب المعالي
وإحنا الفقرا ولاد الفقرا
همّ وغمّ لسيدنا الوالي
عايشين بحماه… وياريت ساكتين
ـــــــــــــــــــــــــ
أغلى ما فينا دمه رخيص
ملهوش ديه بعُرفٍ خسيس
ولو ع الموت… ما كُلّه يموت
متفرّقش غرقان ولا بإيد هلفوت
أو كمساري جبان… بلا ذمّة ودين
ـــــــــــــــــــــــــ
نفسي أبكي بس الدموع متعسّرة
حتى العيون متكتّفة ومتجنزرة
ماتوا الولاد بعجزهم وبغُلبهم
بصرخة مكتومة ماتوا بحُلمهم
ماتوا… مع إنهم بالأساس ميتين
ـــــــــــــــــــــــــ
شُفت الصُراخ والوشوش متعفّرة
دول شهدا الحُدود ماتوا بمجزرة
والشهم بيموت شهيد المنظَرة
كل القلوب حزينة ومتكدّرة
والحُزن ساكن ومُعشّش بالوتين
ـــــــــــــــــــــــــ
ماتت صرختي واقفة بالحنجرة
جرى إيه يا بلد؟! فين المرجلة؟
فين الشهامة وقت المقدرة؟
إزّاي يكون عندنا شهيد للتذكرة
تَمَنّ حياته… من الجنيهات سبعين





































