في دروبِ الحياةِ المليئةِ بالتقلبات، نقفُ أحيانًا على حافّةِ السؤال: هل ما زال فينا متّسعٌ للأمل بعد كلِّ هذا الألم؟
كم تتشابهُ الحروفُ بين الكلمتين، لكنّ ما بينهما بُعدًا لا يُقاسُ إلا بالروح.
فالألمُ هو امتحانُ القوة، والأملُ هو الجائزةُ التي تُمنَحُ للصابرين بعد العاصفة.
لا شكَّ أننا نُولدُ بقلوبٍ بيضاءَ كصفحاتٍ لم تُكتبْ بعد، ثمّ تأتي التجاربُ لترسمَ عليها خطوطَ الحزن والوجع، لكنّ الأقوياء وحدهم هم الذين يُحوّلون تلك الخطوط إلى ملامحِ نُضجٍ ونور.
ليس المهمُّ كم مرّةً انكسرنا، بل كم مرّةً نهضنا بعدها بإصرارٍ أشدّ وإيمانٍ أعمق.
في الانتظارِ تزدادُ الخسائرُ، لأنّ الانتظارَ بغيرِ عملٍ لا يُثمرُ إلا وجعًا وألمًا.
كلُّ ما تتوقّعُهُ من الشرِّ ستجذبُهُ إليكَ بقلقِكَ، وكلُّ ما تؤمنُ بحدوثهِ من خيرٍ ستُمهِّدُ لهُ الطريقَ بإيمانِكَ.
فاجعلْ تفكيركَ نوافذَ نورٍ لا ثقوبَ ظلام، وأيقنْ أنّ ما تسعى إليهِ يسعى إليكَ أيضًا.
كُنْ هَيِّنًا لَيِّنًا، فالحياةُ لا تُحبُّ الصدام، بل تُكافئُ مَن يُجيدُ الصبرَ والتجاوز.
أحسِنْ اختيارَ معاركِكَ، فبعضُ الحروبِ تُخسركَ سلامَك الداخلي مهما ربحتَ فيها.
واعتزلْ ما يُرهقُك، فسلامُك لا يُقدّرُ بثمن، والابتعادُ عن الضجيجِ أحيانًا عبادةٌ تُعيدُ للنفسِ طهارتَها الأولى.
تذكر دائمًا أن بعضُ الصفحاتِ القديمةِ، وإنْ تمزّقت، فهى لا تزالُ قادرةً على فتحِ الجراح، لكنّ الحكيمَ هو من يطويها دون أن يمزّقَها، يحفظُ منها الدرسَ، ويتركُ خلفَهُ ما يؤذيه، لأنّهُ أدركَ أنّ الماضي خُطوةٌ لا طريق.
ما بينَ الألمِ والأملِ تولدُ الحكمةُ، ويتجلّى المعنى الأعمقُ للحياة.
كلُّ سقوطٍ هو نداءٌ خفيٌّ من الله يدعوكَ لتنهضَ من جديد، وكلُّ وجعٍ هو درسٌ في الصبر، وكلُّ خسارةٍ هي طريقٌ لوعيٍ أنضجَ وأصدق.
تذكّرْ دائمًا: أنّ اللهَ لا يُغلقُ بابًا إلا ليُفتحَ خلفَهُ ألفُ باب، ولا يكتبُ نهايةً إلا وفيها بذورُ بدايةٍ أجمل.
فاجعلْ من ألمِكَ جسرًا يقودك إلى الطمأنينة، ومن أملِكَ وقودًا يصل بك إلى النجاح،
وكنْ أنتَ المعجزةَ التي ينطفئ نورها ولا يخبو بريقها.






































