يؤلمني كما يؤلمكم ما يتعرض له فلذات أكبادنا… أطفال في عمر الزهور، يتذوقون ألوانًا من الأذى والانتهاك الجسدي والمعنوي، وكأن الرحمة غادرت بعض القلوب، وكأن الإنسانية لم تعد صفة بشرية بل ترفًا نادرًا.
لا أخفيكم سرًا… هذا الأمر بات يُثقل روحي ويُشعل رأسي بالأسئلة. يهاجمني الأرق كل ليلة وأنا أفكر: كيف نحمي أبناءنا؟ كيف نوقظ الضمير قبل أن يصبح كل شيء مباحًا؟ وكيف نُخرج أطفالنا من هذا الفخ الظالم إلى بر الأمان؟
في مقالي السابق، تساءلت: لمن نوجه صرختنا؟ من ينقذ براءة الأطفال؟ والإجابة أن النجاة لن تأتي إلا بتضافر الجهود، فلا يكفي الرفض أو الألم… بل نحتاج إلى خطوات عملية تُنفذ على أرض الواقع.
وبما أنني جزء من هذا المجتمع، وأشارككم نفس السفينة ونفس المصير، فكرت في حل أراه مبدئيًا ومؤقتًا لحماية أطفالنا حتى نجد حلولًا أكبر وأشمل… حلٌ يمكن تطبيقه بسهولة ويُعد درعًا أوليًا للوقاية.
مقترحي ببساطة:
إلزام جميع مدارس رياض الأطفال والمدارس الابتدائية بأن يكون التعامل المباشر مع الأطفال مقتصرًا على النساء فقط؛ سواء داخل الحمامات، أو في الكانتين، أو في الباصات. ويُمنع أي تعامل مباشر من قِبل الرجال مع الأطفال في هذه الأماكن الحساسة، باستثناء هيئة التدريس داخل الفصول فقط.
كذلك إلزام جميع المدارس ورياض الأطفال بوضع كاميرات، توضح أماكن تواجد الأطفال ومن يتواجد معهم.
هذا الإجراء ليس اتهامًا لأحد… بل هو وقاية، والوقاية خير من العلاج. هو سدٌّ لثغرة باتت تُستغل في أكثر من مكان، ومن واجبنا أن نُغلقها حمايةً لأطفالنا، حتى ننام ونحن مطمئنون أننا فعلنا ما نستطيع.
أتمنى أن ينال هذا المقترح قبولكم، وأن يتحول من رأي فردي إلى مطلب شعبي، عبر مشاركته ونشره حتى يصل إلى أصحاب القرار. فربما كان هذا السطر البسيط… سببًا في إنقاذ روح بريئة.






































