بدأت سما خطابها إلي أسرتها الحبيبة اعتذر لكم عن ما ستقرأونه الآن ثم ذيلته بجملة وداعاً حبيبي وبين بداية الخطاب ونهايته الكثير مما لا يقال الا حينما تفجعنا نهايات حزينة وتكسر قلوبنا قصص زهور من بلادي رحلت في صمت فأقلقت مجتمع نائم علي بركان مستعر .
قصة سما قد تتشابه مع قصص كثيرين وكثيرات من أبناء مصر الحبيبة زواج وطلاق وأطفال تضيع لان أحد الوالدين او كلاهما لم يتثقف جيدا ليربي جيل المفترض انه امل مصر القادم وبدات الصراعات فيمن له الهيمنة علي الصغار ومن له الكلمة العليا وتنتهي القصة بإحد الوالدين يهرب من واجبه المقدس ليبدأ قصة جديدة في مكان آخر مع شخص آخر ويترك رفيق دربه أو رفيقته تصارع الحياة وحدها وكانه كان في نزهه لم تروقه فقرر ان ينهيها تاركاً فضالاته خلفه وترك المجتمع يزيلها ولا يعنيه طبعاً صغاره ولا نفقتهم او تعليمهم وتربيتهم .
سما بنت لم تتجاوز الخامسة عشر ربيعاً تربت في بيت جدتها لأمها لأن والدتها انفصلت عن والدها وكذل منهما رحل إلي مكان آخر وبدأ حياة أخري مع أخرين .
الجدة سيدة عجوز لم تكمل تعليمها وهي الان في حالة من التعب الجسدى والوهن بسبب امراض الشيخوخة اما سما فهي لا تجد من تحكي له او تتحدث معه إلا صديقتها ابنة الجيران رحاب التي تقاربها في العمر .
الاب الذي لم يتحدث مع ابنته منذ أكثر من شهر ولم يصرف عليها منذ ما يقرب العام والذي حلمت ابنته بضمته لها كأي أب حنون حينما نجحت في شهادتها بالمدرسة الاعدادية واكتفي بجملة ألف مبروك ...
الابنة تعرفت إلي مراهق يكبرها بعام أوهمهما الحب ورسم لها بيتاً كم تمنت أن تراه حقيقياً بين اباها وأمها ولكنه في النهاية وككل قصص المراهقين انتهي بالفشل وتركها حينما تعرف علي أخري .
قررت سما أن تنتحر لانها لم تجد حضناً في بيتها يحتويها ولم تتعلم الحب إلا في القصص والكتب والأفلام ولم تجد القدوة التي تتمني أن تكون مثله أو مثلها يوماً.
مأساة كثير ما نقرأ مثلها او نشاهد افظع منها لآن للأسف الزواج أصبح شر لابد منه وليس مودة ورحمة وأصبح الحب كلمة لا نحس بها في بيوتنا فأصبح اولادنا يبحثون عنها عند غيرنا .
حتي كلمة وداعاً يا حبيبي كتبتها سما إلي حبيب لم يصون الود وليس لأب تناسي ان الله سوف يحاسبه علي عطيته .
دعوني اقول لكم ان سما مثلها كثيرات وكثيرون يقتلهم الاحباط والاكتئاب وضمة أم او أب محب وعلاج هذا العور المجتمعي ان نعيد تربية كل من الزوجين قبل أن نوافق علي إتمام زواجهم .
أتمني أن نبدا من الان في ارساء دعائم مبادرة مجتمعية للثقافة الأسرية وكيف ندعم اسرة فاضلة ولتكن دعوتنا اسرة واعية تفهم حقوقها وتؤدي واجباتها علي أكمل وجه.