جلس كالعادة في مكتبه الكبير والذي يحرسه العديد من الرجال الأشداء ونظر إلي ظرف كان مكتوب عليها ( سري للغاية ) ..

فتحه وهو يسمع دقات قلبه تتسارع بصوت مسموع وقرأ بصوت خفيض كأنه يخاف أن يسمعه غيره برغم ان المكتب ليس به احداً دونه.....

"خذ حذرك ممن حولك فشعب المملكة قرر ان ينتفض بسبب تفشي الفساد ، ونحن ننصحك بأخذ ما تستطيع من أموال ومجوهرات وان تفر إلي إقليم تمبوزيا الشقيق وان تمكث عند أخيك حتي إشعار آخر ..."

الكلمات كانت مقتطبة وبدون شرح أو تعليل ...

بإختصار شديد فحياته علي المحك ولعلها الليلة الأخيرة نادي حراس ودخل عليه العديد منهم فطلب بصوت مسموع زوجته وخليلته ..

ماهي إلا دقائق حتي جاءتا علي عجل فقال لهما: إحزما ما تستطيعا من مجوهرات والنفيس مما تملكون فلابد من الرحيل وفوراً ..

التزمتا الصمت .....

مرت الثواني وكأنها ساعات ....

قالت زوجته : لابد ان نقمع هذه الثورة ..

وقالت خليلته : فلنسلط عليهم الحرافيش والحرامية والنهابين ..

صمت قليلاً ثم قال بنبرة يعلوها الأسي : اصدقائنا نصحونا بالرحيل فوراً و أنا أثق بنصيحتهم ....

نظرت له خليلته وقالت : هم يريدونك أنت وزوجتك فقط فلماذا اهرب معكما؟!!!

بهت كثيراً مما قالته والذي جعله ينظر لها بإستغراب شديد عقد لسانه ..

تركتهما وذهبت اما هو فبحث عن وزيره الهمام فلم يجده ...

لعله هرب هو الآخر عندما بدأت السفينة تغرق بمن فيها ..

نظر لزوجته التي كانت تنظر له بشماته وعلي وجهها إبتسامة ساخرة وكأنها تقول : هل علمت الآن من معك ومن ضدك ؟!! هل علمت الآن من يخاف عليك وعلي ملكك ومن تقرب منك لمنصبك وجاهك وسلطانك ؟!!

قال في يأس : هيا بنا فلا عيش لنا هنا الآن حتي نعود يوماً ونقاتلهم ...

سمع صوت هتافات ضده ... ولكن ما ألجمه هو صوت شقيقه سلطان تمبوزيا الذي كان ينادي عليه ليحاكم لفساده ...

صوت الجماهير خلفه تهدر بصوت مرعب عاش سلطان البلدين بمبوزيا و تمبوزيا ....

ثم ساد الصمت .........