نظر لوجهه في المرآة وبعد أن مشط شعره إبتسم لنفسه وخرج من غرفته وأغلقها بعناية وحمل مفتاحها في جيبه .

هذا أول يوم يقابل فاتن تلك المرأة التي سعي ان يتحدث معها من أول يوم قابلها فيهاعندما كان يقدم اوراقه لتسجيل الدكتوراه في مكتب شؤون الدارسين .

هي إمرأة جميلة وكأنها وردة تفتحت لأول مره بالرغم من سنواتها الأربعون لكنها مليئة بالأنوثة والجاذبية .

الغريب فيها أن من يراها يعشقها أما من يسمع جدالها وصوتها العالي مع الشباب يعتقد أنها كارهه لهم وان شخصيتها معقدة جداً وأنها تريد ان تفرض سيطرتها علي كل ذكر .

الحقيقة أنه درس شخصيتها بعناية ومن بعيد وبدون أن تدري ولعلها لم تلاحظه أصلاً .

مرت الأيام حتي جاء وقت طباعة البحوث وبسبب عملها لم تكن تدري كيف تطبعها أو تقدمها وهي التي لديها حجز سفر واجب في نفس يوم تقديم البحث .

لعلها فرصة قدمها القدر له حتي يحدثها وبقرب شديد أنه زميلها وانه متواجد في الكلية ويمكنه طباعة بحثها وتقديمه أيضاً شكرته كثيراً وإعتبرتها شهامة في زمن غريب أن يعرض عليك احدهما خدمة بدون مقابل وخاصة انه لا يعرفها بشكل شخصي ...

توالت الأيام وهو يتقرب إلي فاتن ببطء ولكنه إستطاع كسب ثقتها في زمن قياسي حتي أنها كانت تحكي له عن حياتها الشخصية بدون خوف او قلق .

تذكر أول مره جلست بجانبه في سيارته وكانت تبكي بسبب طليقها وكيف ربت علي يدها بحب وهو يقول :أرجوكي دموعك غالية والأمر سهل فلا داعي أن تذبل هاتين العينان الرائعتان .

أحاسيس ومشاعر تدفقت بينهما بسرعه حتي انه كان يحس انه تسرع في القرب منها فهي بدأت في حبه بل والغيرة عليه.

هنا تنبه ان ما يحدث أسرع من توقعاته او حتي تخطيطه لشكل العلاقة بينهما ..

وبعد أن إعتادت علي وجوده إختفي فجأة وبدون مبرر ولا إعتذار ..

إتصلت عليه فاتن أكثر من مره ولكنه كان قد إتخذ قراره لا مشاعر في هذه العلاقات هو يسعي فقط لنشوة الانتصار علي أنوثتهن وليحس كم هو وسيم وذكي .

إبتعدت بعد فترة فاتن فلقد فهمت لعبته وقررت ان تتغير فهذه المرة هي ليست كارهه للرجال وليست أيضاً محبة لهم هي مجرد أنثي لا يمكنك التقرب منها وإذا إقتربت لا يمكنك الابتعاد .

مرت الأيام وبعد عدة خيبات عاطفية وحياتيه عاد إليها باكياً لما قابله من ازمات وشدائد ولكنه أبداً كان لا يريد ان تعاني معه ..هكذا قال لها .

إبتسمت فاتن التي تفهمت لعبته الجديدة وقالت له : لقد تغير شكل وجهك كثيراً !!

إستغرب من كلماتها التي لم يفهمها ولكنه قال : هذه علامات الزمن التي تركها في وجهي . هل تعلمين أنك لا تتغيرين بل بالعكس أنتي أصبحتي أجمل .....وحشتيني ..

نظرت فاتن لساعتها وقالت : كنت اتمني أن نتحدث أكثر ولكني للأسف عندي ميعاد مهم صفقة جديدة في العمل ..

تركته ورحلت أما هو فلقد ذهب لحجرته ونظر للمرآة وهو يقول : لماذا قالت أني تغيرشكلي فملامحي كما هي !!! لعلها تقصد هذه الشعيرات البيضاء التي زادتني وسامة ..

عاد للنظر لوجهه وقال : كنت اتمني ان تعود إلي انا احتاج عشقها لي وطيبتها وحنوها .... لعلها تعود لي مع الوقت وتتناسي ما فعلته بها ....

عاد ليمشط شعره ويضع عطره وينظر للمرآة فالآن سوف يقابل ضحية جديدة ... إبتسم لنفسه .. أغلق باب غرفته بالمفتاح ...