مشي المجذوب وهو يردد : مشيتي ليه يا نجمة .. وكل الكون بيضلم .. وقلبي معاكي كان سلم .. أنا محتاج لنور ضيك .. ينور ليلي ونهاري ..وانتي فوق مفيش زيك
التف حوله بعض الصبية وبدأوا في التنمر عليه وظلوا يرددوا: المجنون اهوه المجنون اهوه
ظل المجذوب ينظر للسماء ويبكي ويلملم ثيابه الممزقة ويضع يده علي شعره الأشعث وكأنه يمشطه
فجأة ضحك بصوت عالي حتي أن الصبية خافوا منه وجروا بعيداً عنه
تمتم المجذوب بكلمات لا يسمعها احد وكان ينظر إلي جواره وكأنه يتحدث مع شخص مخفي
خاف الصبية أكثر واكثر ...
قال احدهم : المجنون بيكلم عفريت شكله مخاوي ومعاه جن
رد آخر : جن إيه بس ده مجنون وابويا قالي انه حب واحدة من البلد بس أهلها رفضوه وماتت يوم فرحها علي غيره ..
نظر برعب أصغر الأطفال وقال: أنا عايز اروح يا شريف
رد شريف : يا بني متقولش إسمي للمجنون يسمعه ويخلي العفريت يركبني
الكل خائف من المجذوب الذي ما زال يتحدث مع نفسه ويضحك تارة ويبكي تارة أخري
فجاة وقف المجذوب وقال : يا شريف أمك بتقولك اسقي الزرعه وأكل القطة اللي علي السلم وصلي ونام ومتنساش تقرا سورة يس قبل ما تنام
ارتسمت علامات الرعب علي وجه شريف وهو ينظر حوله وكانه مسه الجنون
نظر باقي الاطفال له وقال احدهم : مالك يا بني انت خايف كده ليه ؟!! أنت ناسي أمك ميته بلاش هبل .
تلعثم شريف وقال بصوت خافت يكاد لا يسمعه أحد : أنا أمي كانت بتقولي كل اللي قاله الراجل المجنون ده ليا .... هو ايش عرفه ؟!!!
صمت الجميع إلا المجذوب الذي عادي يردد بصوت عالي : مشيتي ليه يا نجمة .. وكل الكون بيضلم .. وقلبي معاكي كان سلم .. أنا محتاج لنور ضيك .. ينور ليلي ونهاري ..وانتي فوق مفيش زيك....
ذهب الصبية بعيداً عنه إلا شريف الذي جلس جواره وهو ينظر للسماء ويبكي ....