آخر الموثقات

  • ق.ق.ج/ بئر العينين
  • مكانة الأسياد ..
  • تقوى الله محرك مهنة الطب
  • التعليم السوداني بين العزلة وإعادة إنتاج الأمية
  • أصداء أزهري محمد على نقد متجدد للحكم في السودان 
  • معركة الكرامة: بين الخيانة والوفاء للوطن
  • بين رفقة الأحلام ورفقة التكنولوجيا أحلام تزهر بالمعرفة
  • طقوس الزواج السوداني بين الأصالة والمفارقة: من قطع الرهد إلى إشعار البنك
  • لقاء السحاب
  • يا صديقي.. لو كنا تزوجنا من زمان
  • رسالة بين القلب والعقل
  • ما وراء الغيم الأسود
  • حين عاد الصوت من الغياب
  • على حافة الفراغ.. حكاية قلب يبحث عن أنس
  • أمسية على ضفاف الذاكرة
  • تهت في عيونك
  • جاء موعد كتابتي إليك
  • عبارات مبالغ فيها لإبن تيمية
  • ابن تيمية فى مواجهة الوهابية 
  • لابوبو الجزء ٤
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة د أماني عبد السلام
  5. التردد - قصة قصيرة

ظل متردداً لفترة طويلة. بين يديه هاتفه ينظر إلى الرسالة المغلقة. عقله يرفض فضّها بينما قلبه الضجِر، وجسده الذي يغلي بالشهوة، وفضوله الملتصق بجلده كعباءة من شوك، كل هؤلاء يصرخون في أذنيه ليفتح الرسالة ويقرأها. إنها رسالة من زميلته القديمة، التي شقت ستائر الغيب فجأة وظهرت له في محل عمله تبحث عن محامٍ، فوجدته بمحض الصدفة!

زميلة الدراسة التي لم يجمعهما في أيام الجامعة سوى اللامبالاة والتجاهل من جهتها، والنظرات المعجبة الصبيانية من جهته إلى أن رفعت إصبعها يلمع بخاتم الخطبة ذات يوم، فطوى صفحتها بسرعة خارقة تليق بمراهق واعٍ تماماً بما يفعل، وانتقل بقلبه إلى سواها. اليوم تضطرها الأيام للجوء إلى المكتب الذي يعمل فيه، وبسرعة غير عادية تطلب مفاتيح فضائه الشخصي، رقم هاتفه، واسم حسابه على فيسبوك. مذّ ذاك وهي ترسل له في المناسبات المختلفة، تتواصل معه بشأن مشكلتها القانونية مع طليقها.

اتهم نفسه وهو يتسلل إلى صفحتها بدافع الفضول. شيء يحيك في صدره كفأر حبيس يبحث عن مهرب، يحاول التراجع قبل أن يفقد السيطرة على قدميه المنزلقتين إلى عالمها. إنه يعرف أن هذا العالم كذوب لدرجة الفحش. ولكنه لامع وأنيق لأقصى درجة. يستعصي عليه منع حدقتيه من الغوص في الصور عالية الجودة، تسيران على المنحنيات وتقبلان البشرة البيضاء البضة. هو يعرف أن بثرةً حتماً كانت هنا، هالة داكنة هناك، أو لغداً متدلياً هنالك، ولكن عينيه لا تعرفان هذا. وهي محترفة بحق، تبرز الجميل باحتراف، وتخفي القبيح باحتراف أشد، والموضوع لا يحتاج لكثير من الخبرة، ف"الفلتر" يفعل كل شيء.

مازالت أصابعه عالقة في الهواء، تقترب من الشاشة ثم تعود قبل أن تمسها، وكأنه سيضغط زر إطلاق قنبلة نووية. يتطلع إلى الأيقونة الدائرية التي تحمل صورتها. الصورة التي تحمل كل الرسائل التي تتعمد إيصالها للآخرين.. "أنا حرة، وأفعل ما يحلو لي"، " أنا فاتنة وأعرف أني فاتنة، ولكن الرجال عميان، وجبناء أيضاً"، " لقد تحررت من رجل متسلط، وأنا أبحث اليوم عن حب جديد". كل تلك الرسائل وصلته من صورها، فصيحةً لا تحتاج لترجمة.

في حوارهما السابق، بعد كثير من التعمد من جهته للحفاظ على الرسميات، بدأت تسأله عن زوجته والأولاد، ثم ألمحت إلى شعورها بالحزن والوحدة. يعرف هذه "الدخلة" جيداً! وماذا عليه لو سأل بدوره عن سبب أحزانها؟ إنه رجل.. ما الأمر الخطير الذي قد ينتج عن حوار قصير عبر الانترنت؟ إنه ليس تقياً للغاية، ولكنه عاقل وهذه آفته! إنه لا يستطيع خلع عقله والتصرف كأهوج لا يفكر في عواقب الأمور. إنه لم يفعل هذا حين كان شاباً عازباً، أيفعل هذا الآن؟

ورغم المقاومة المضنية، والحرب الدموية بين عقله وفضوله، كتب رسالته حينها " وما سبب أحزانك يا ترى؟". تشقق السد فجأة وانطلقت كالفيضان تثرثر عن تجربتها المؤلمة مع زوجها السابق. كتم صوت الرسائل المتلاحقة وهو ينقل عينيه بشفقة بين الرسائل وبين زوجه التي تقطع البيت ذهاباً وإياباً، تجمع شعرها في كعكة عصبيةٍ، وتقف في المطبخ يصله صوت الصغير المتعلق بساقها، وتملي هي التعليمات من آن لآخر لابنهما الأكبر بشأن دروسه، وبصوت غلّظته عمداً لتستجلب الطاعة بسرعة. صوتها كان يقاطع استغراقه مع الرسائل الباكية بشكل يمزق الأفكار الشيطانية التي تراوده.

واليوم ها هو في البيت والجو هادئ وزوجه في المطبخ أيضاً ولكن الوضع أقل إزعاجاً. فتح الرسالة أخيراً وقرأها. تهنئه بعيد ميلاده. ها هي تتجاوز الحواجز الذي يضعها – بغير جدية- بكثير من السرعة. تبسم وخفق قلبه لثانيتين. خفقة خوف مختلط بإثارة، وهو الرجل ذو الحياة الرتيبة المضجرة. لم يمر بهذا الشعور منذ سنوات، وقد استقرت مركبه على ميناء الثلاثينات، وبعد الكثير من الشغف تجاه العمل، وتجاه الزواج، وتجاه الإنجاب، يترك الحياة تحمله ضاغطاً زر "الطيار الآلي"! هم أخيراً بكتابة الرد وهو يشعر بالهواء الذي تحرك داخل أضلاعه على أثر ضرباته السريعة.

قاطع جلسته العاطفية صرخة مدوية من زوجته قادمة من المطبخ. ألقى الهاتف وفزع إليها، وإذا بها عند باب المطبخ وضوء النار البرتقالية ينعكس على وجهها وهي تمنع الصغيرين وتحملهما مبتعدة. تفاجأ بالشقة تتعبا بالدخان، لا يعلم كيف ولا متى انطلق كل هذا الدخان. فهم فوراً أن زوجته شردت مع الصغيرين عن المقلاة الممتلئة بالزيت المتروكة فوق الموقد، فهذه ليست مرتها الأولى!

لم يتردد وهو يتجه نحو المقلاة التي يتصاعد منها اللهب، فغطاها بسرعة وأغلق صمام الغاز، وهو يصيح في زوجته لتفتح النوافذ عن آخرها.

خلال دقائق كانت النار قد انطفأت، وكانت الجدران قد صبغها الهباب. ارتمى الزوجان على مقعدين في الصالة المفتوحة النوافذ وأضواء المغرب الأخيرة تتسلل من بين الدخان الذي مازال يضبب الجو، يلهثان من التوتر. ضمت الصغيرين الخائفين، ونظرت له بامتنان وغمغمت:

  • ربنا يخليك لنا!

مسح وجهه المتوتر وابتسم بسخرية وغمغم بدوره:

  • الحمد لله انها جت على قد كدة! دي المرة الكام؟

ضحكت وتشاركا في تنظيف آثار الحريق الصغير، وهما يتبادلان المزاح الثقيل، يسخران – معاً- من غفلتها، حتى تأخر الوقت بهما وناما مُجهَدَين.

لم ينظر للهاتف إلا في صباح اليوم التالي، وخلف مكتبه ضرب جبهته بكفه وهو يتذكر الرسالة التي كان يهم بالرد عليها. فتح برنامج الرسائل فوراً، وإذا بصديقته قد أرسلت رسالة نارية كادت تلفح وجهه بغضبها. عاتبته على تجاهله لها، واتهمته بأنه ينتقم منها لتجاهلها القديم له أيام الجامعة، وقالت إنها سيدة محترمة وإنها عاملته كصديق بينما يتعمد إذلالها، وأسفل الرسالة إشعار بأنه لن يتمكن من الرد ولا التواصل معها مجدداً، لقد قصفته ب “البلوك" بلا رحمة!

فوجئ به زملاؤه يضحك بصوت عال دون أية مقدمات، نظروا نحوه بتعجب ولاحقوه بالأسئلة، فأثار ذهولهم واستنكارهم وهو يقول:

أبدًا.. بيتي كان هيتحرق امبارح، بس ربنا ستر!

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة غازي جابر
6↓الكاتبمدونة خالد العامري
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة هند حمدي
9↑5الكاتبمدونة خالد دومه
10↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑19الكاتبمدونة منى كمال217
2↑16الكاتبمدونة يوستينا الفي75
3↑14الكاتبمدونة محمد فتحي129
4↑10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب147
5↑10الكاتبمدونة وسام عسكر214
6↑8الكاتبمدونة عطا الله حسب الله137
7↑8الكاتبمدونة مروة كرم144
8↑8الكاتبمدونة سارة القصبي159
9↑8الكاتبمدونة عزة الأمير170
10↑7الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد62
11↑7الكاتبمدونة هبة محمد194
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1101
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب701
4الكاتبمدونة ياسر سلمي666
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري510
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني432
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين423
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب350640
2الكاتبمدونة نهلة حمودة205202
3الكاتبمدونة ياسر سلمي190358
4الكاتبمدونة زينب حمدي176703
5الكاتبمدونة اشرف الكرم138528
6الكاتبمدونة مني امين118852
7الكاتبمدونة سمير حماد 112735
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي103918
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين101307
10الكاتبمدونة مني العقدة98613

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
2الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
3الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
4الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
5الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
6الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
7الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
8الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
9الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
10الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18

المتواجدون حالياً

2090 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع