وأخيرًا ...تمت عملية الاستئصال بنجاح، وانتزعوك من داخلي، قال الأطباء أني سأشفى بمرور الوقت، وها أنا أرى صدق قولهم، فيومًا بعد يوم تلتئم الجراح، " ...ستترك ندبة واضحة ولكن يمكننا إخفاءها باستخدام الليزر، إن له مفعول السحر..."، هكذا قال طبيب الجلدية الجديد، ينبغي عليَ تصديقهم إن أنا أردت الشفاء، لذا ترونني أرتدي زيًا خاصًا بالمستشفيات، أخضع لتحاليلهم وأشعتهم، أتركهم يحقنونني بتلك السوائل، يدخلون أنابيب بجوفي، ويزعمون أنها من أجل العلاج، يخضعونني لتلك الجلسات، حيث أجلس أمام رجل مقيت الهيئة، يرتدي أثمالًا بالية، تنبعث منه رائحة الشواء، وكأن أحدهم يضعه فوق قدر ماء ساخن استعدادًا لطهيه، يتلو بعض التعاويذ ثم يطلق الكثير من البخور في محيط وجودي، فأغيب تمامًا عن الوعي، أستيقظ على صوت إنهاك دقات قلبي، تتكرر تلك الزيارات بشكل دوري، حتى أعلنوا أخيرًا شفائي منك...

أبتسم لهم في رضا، معبرة عن امتناني الشديد لعظيم صنعهم، ولكن كلمة أهمس بها إليك، أعلم أنك ما زلت هناك، وإلا فلم أشعر بك بين حشا القلب؟

أتراني كان يجب علي تركهم يستأصلون قلبي ليستخرجوك كاملًا؟

يومًا ما سأفعل، ولكن دعنا من ذلك الآن، ولتخبرني... كيف هو يومك بدوني يا ساكن القلب؟