قاسيةٌ هي الحياة..
مجحفةٌ أفعالها..
تصلبنا على طرقات الانتظار..
تلهو بنا كقطٍ بريٍّ عابثٍ ليس من ديدنه الرحمة..
تسرف في تدليل خيباتنا..
تصر على ريها باستمرار..
تقلبنا ذات اليمين وذات الشمال..
تختبر صبر أمانينا..
حتى إذا ما وجدتها قد أوشكت على الاندثار..
ترفع لنا يدًا من ضباب..
تلوح لنا بآمالٍ مهترئةٍ..
ينادينا صمتها المدجج..
فنعدو نحوها كالصيصان..
تسبقنا راجاءاتٍ استودعناها بوتقة الأمل منذ دهرٍ ونيفٍ من الزمان..
حتى إذا ما بدا لنا أننا قاربناها..
تبتعد..!
وكلما دنونا من شِعابها..
تتنحى..!!
حلقةٌ مفرغةٌ تدور بها خطواتنا غير راغبةٍ في الخلاص..
غارقة في لجةٍ من ضلالات..
لعبة قطٍ وفأرٍ أبدية التأريخ..
تمعن أرواحنا في التداني..
وتستمر هي في التنائي..
تستمر إلى الأبد.





































