وشوشاتٌ خريفيةٌ تُدغدغُ مسامعَ روحي في هُيام.. تشُدني أصداءُها، تُلملِمُني، تجذبُ أرجاءَ نفسي إلى ذلكَ الغامضِ القادمِ خلفَ ضبابِ الشتاء، مُتسربلًا بالغَمام، مهيبًا.. كدواماتِ الإعصار، مُباغتًا... كضرباتِ الصقيع، مُسيطرًا على
أرجائي... كصحارٍ جليديةٍ أعلنَتْ سيادتها ذاتَ شتاءٍ على بِقاعِ قلبي النائية، القاصية.
ها هو يقترب، أكادُ أستشعرُ ملامحَ صوته، أكادُ ألَمسُ صدى أنفاسه، تُخبرني همساتُها أنه بكلِ العالَم وما دُونَ وجوده فَناء، تُنبئُني ارتعاشات نبضه أنَّ سفينتي وإنّْ طالَ إبحارها بعيدًا عن مرافئهِ فإنَّ مَردَها حتمًا إلى شواطئِ الأحلامِ في سُرادقِ قلبهِ.
يُناديني همسهُ أنّْ أَقبلي.
يَعدُني صوتهُ بالدفء.. بالأمان.
أتراني أستجيب؟