ها أنا قد اتخذت تدابيري كاملةً حين قال لي "أحبك"..

استعذت بالله عشرًا..

وحوقلت عشرًا، ثم رميته بنظرةٍ ناريةٍ أثارت حفيظته، وعلى حين غفلةٍ من اندهاشاته أوليته ظهري بكل صلفٍ، ومضيت في طريقي غير عابئةٍ به.

قمتُ بما يتوجب عليّ فعله؛ لذا ترييني في أهدأ حالاتي الآن، ولكن أكثر ما يحيرني يا (سارة) هي نظرة الامتعاض التي يلقاني بها كل صباحٍ منذ ذاك الحين..

أتراه منزعجًا من تطور أخبار السيد (كوفيد 19) التي تملأ الأجواء حولنا؟ أم أنه يواجه بعض الصعوبات في محيط العمل؟

أكاد أجن من قلقي عليه، فهو هادئٌ رقيق الحشا كما تعلمين، لذا تجدينني شديدة الحرص في معاملتي له، أنتبه لمواضع غضبه؛ فلا أقربها.. أجزل في رقتي معه وقتما نلتقي، ولا أدخر وسعًا في إشعاره بعمق مكانته بقلبي، ولكن يا (سارة) يبدو أنه ككل الرجال، لا يحسن استقبال حناني جيدًا، ولا يزن رقتي بمكيال التقدير الذي تستحقه..

ولكني أبدًا لن أغير من طبيعة شخصيتي الحنونة الرائعة جراء تجاهله لي، ولن أقابل جحوده بالمثل، سأظل كما عهدني دومًا...

متجهمة في وجه بشاشته..

شديدة البرود إزاء تلهفه..

غير مباليةٍ بقدر اهتمامه..

فقدرنا نحن النساء أن نحترق كالشموع في سبيل إرضائهم، ولكنهم يا (سارة) أبدًا لا يرضون، مهما بذلنا الروح في سبيل إسعادهم.

أرأيتِ ظلمًا هكذا من قبل..!!

لا أظن يا (سارة).. لا أظن.

ظالمةٌ هي الحياة، خاصة مع مرهفي الحس من أمثالنا نحن..

ألا تبًا.