عزيزي الراحل (إدجار آلان بو)..
لا أذكر إن كنت أنت من ابتدعت فكرة إخفاء جثة القتيل خلف جدارٍ مزدوجٍ لعدم اكتشافها، أم أنه أحد سادة الرعب الآخرين؟ فذاكرتي لا تسعفني في هذه اللحظة، فقد انتهيتُ لتوي من إخفاء جثة تلك الخادمة خلف ذلك الجدار الجديد الذي اصطنعه لي العم "صالح" منذ ليليتن في تلك الفيلا التي نقوم بتجهيزها على أطراف المدينة، أقنعته بأني أريد بناء ذلك الجدار لغرضٍ خاصٍ بديكورات الغرفة.. وأعلمته أن يترك لي فتحة صغيرة تسمح بإدخال بعض الأغراض خلف الجدار، وقد كان.. بعدها قمت باصطحاب الخادمة في السيارة بحجة شراء بعض المستلزمات، كنتُ قد أزمعت على التخلص منها جراء ابتزازها لي لعدةِ أشهرٍ بعد أن رأتني أتناول المخدرات هناك في الحديقة الخلفية لمنزلنا، لم أقتلها مباشرة بالطبع، فأنا فتاةٌ هشةُ للغاية.. رقيقة المشاعر كما ترى، لا أستطيع الإقدام على القتل مباشرة هكذا.. لذا فقد خدرتها في بادئ الأمر ثم أحضرتها إلى هنا، ثم قمت بحقنها بجرعةٍ عاليةٍ من نوع المخدرات الجديد الذي بدأت في تعاطيه منذ أسبوعٍ واحدٍ فقط.. وها أنا ذا قد انتهيتُ من سد تلك الفتحة التي تركها العم "صالح" بالجدار بعد أن دفعت بجثتها من خلالها، بعض قوالب الطوب وبعض الملاط تكفلوا بإنهاء الأمر.
لن يشتبه أحد بي، فجميعنا نعرف قاعدة "لا جثة.. لا جريمة"... كما أنه لا ضير من سؤال أحد الفضوليين عنها بعد ذلك؛ فالإجابة جاهزة بطبيعة الحال.. فما هي إلا خادمة فرت مع أحد الحثالة الذين على شاكلتها.
أجلس لالتقاط الأنفاس بينما أكتب لك هذا الخطاب.. فمالي أراك متعجبًا إذًا عزيزي (بو) من قيامي بتخديرها أولًا قبل إقدامي على قتلها؟ أوَ تظن أن الرحمة قد انتُرِعت من قلبي؟
أخبرتك أني فتاة هشة رقيقة الشعور.. يمتلئ قلبي بقيمٍ إنسانيةٍ راسخةٍ لا تتزحزح.. ألا ليت الجميع حولنا يصبحون مثلي..
لتكن تلك حكمةُ ينصتُ لها طيفك علها تنفعك هنالك في عالم الأشباح.. "يجب أن نتحلى بالرحمة عندما نُقِدم على قتل أحدهم"..
تلميذتك النجيبة التي علمتك درسًا جديدًا في فنون الإجرام.. والمدعوة/
(أنا...)





































