أهلًا بكم في مدينتنا الرائعة هذه.. نتمنى لكم زيارة لا تُنسى، هلَّا تبعتموني إذا ما تكرمتم؛ لكي نتجول قليلًا ها هنا، ولكن... لتمسكوا بيدي في بادئ الأمر كي لا تضلوا: فهنا يحيط بنا الضباب من كل صوب، يُكبل أرواحنا، يقيدنا، يجثم على أنفاسنا، يخبرنا صوت الرعد بأن الخوف نجاة، وبأن الصمت حياة، وبأن الشمس سراب، وبأن شعاع الضوء الذي يتسلل من نافذتنا حينًا فيداعب أجفاننا.. علينا أن نخشاه، نتجنبه، وألا نقترب منه كثيرًا، فالاقتراب اغتراب، يخبرنا كذلك أنَّ علينا أنّْ نقنع بتلك القيود المحيطة بنا وأن نعتادها، يخبرنا أيضًا أن تلك القضبان التي وضعونا خلفها ما هي إلا سياج من أزهار، غير أن عقولنا القاصرة غير مهيئة بعد لتقبل تلك الحقيقة الجلية، وأن علينا أن نستكين خلف هذه القضبان، نعتادها، نأنس إليها، وأن نحياها.
معذرة، فلم أعرفكم بنفسي بعد..
(أنا امرأة شرقية أخري من سكان هذه المدينة الرائعة كما ترون.).
اسمي أنا..؟ وما جدوى الأسماء هنا!! فلنطرح تلك المسألة جانبًا الآن، ولنكمل جولتنا المبهجة هذه، ولكن دعوني أرحب بكم كما ينبغي من جديد..
---------------------
أهلًا بكم في مدينتنا الرائعة هذه..
حيث أول ما يطالعكم هو صورة هذي القضبان، عفوًا... سياج الأزهار. وأول ما يصل لأسماعكم هو صوت هزيم الرعد يدوي فيخبركم..
"أنّْ نتمنى لكم جحيمًا سعيدًا."