الانهيار التام...
هل قُدِّر لك التمتع بتلك الرفاهية من قبل؟
ألّْا ترى مِن حولك غير تلك الدوامة التي ما فتِئت تجذبك صوبها بإصرارٍ مستميت؛ فتستسلم لها خلايا قلبك العطشى. أن تسمح لذاتك بأن تنسحق تحت أقدام ذاك الإعصار الذي يضرب أطنابه في حياتك ليل نهار، وأن تستمتع بهكذا انسحاق. ألا يكون لك كيانٌ ملموسٌ في عالمنا هذا، فتتلاشى.. وأن يطرب وجدانك لهذا التلاشي. إنها لعمري لرفاهية غير مسموحٍ بها لبعض البشر من أمثالنا في هذا الوجود، فبعضنا لا يحق له التمتع بهكذا امتياز، بعضنا قُدِر له أن يكون صلبًا، صلدًا، مُصمتًا، راسخــًا أبد الدهر، أو أن يتظاهر بذلك، حتى وإن ابتلعته أنواء الزمان، ومهما عششت بروحه طيور التجافي.
الانهيار التام..
يا الله.. لكم رائع هو؟
ليت شِعري.. أتَتوقون له مثلي؟
أتقابلونه في عالم الأحلام؟
أيتراءى لكم دوني؟
بالله فلتخبروني...
ألا ليته خيارٌ متاحٌ لنا، ألا ليته مِلك يميننا، ألا ليتنا نطاله بأيدينا المجردة، غير أنه ناءٍ، بعيدٍ... بعيد، وطريق الوصول إليه مُعبدٌ بالمستحيلات. إنه بالنسبة إلى أرواحنا التواقة له كما أسلفنا: رفاهيةٌ تامةٌ..
امتيازٌ مُطّْلقٌ..
وأمثالنا يا سادة لا يحق لهم التمتع بهكذا امتياز.





































