متى اللقاء؟
حين يتعب الليل من وحدتي،
وحين تملّ القصائد من تدوير نفس الحنين…
حين تهمسين لي بلا خوف، بلا موعد، بلا إذن…
“ها أنا جئتك.”
متى اللقاء؟
حين تسقط المسافات بيننا كما تسقط أوراق الخريف،
وحين يتوقف الزمن احترامًا لأول نظرة…
حين لا نحتاج أن نقول شيئًا،
فيكفي أن ننظر، ونعرف، ونرتجف.
متى اللقاء؟
حين أراكِ تمشين نحوي،
فتتراجع الأرض… خجلاً،
ويصمت الوقت… دهشة،
ويبدأ قلبي من جديد… كأنه لم يعش من قبل.
متى اللقاء؟
حين ننسى كل ما قيل،
ونكتفي بما لم يُقل.
حين تصبح يداكِ حدودي،
وصوتكِ وطني،
وعينيكِ ديني، ويومي، وأبديتي.
سيأتي اللقاء…
ولو بعد شتاءٍ طويل،
ولو تأخّرتِ كما يتأخّر الضوء في مدن حزينة،
سيأتي…
لأن العشق لا يكتمل إلا حين نلمس من نحب.
فهل ستأتين،
قبل أن يشيخ الحنين؟
أم أظل أعدّ الدقائق…
في تقويم لا يعرف غير اسمك؟