الانتظار…
هو أن أجلس على طرف الوقت،
وأعلّق قلبي كساعةٍ بلا عقارب…
كلّ ما فيها يشير إليكِ.
أنتظرُكِ كما ينتظر البحرُ الموجة التي تُشبهه.
كما ينتظر العاشق الرسالة التي تأخّرت،
والعطرَ الذي بقي على الورق ولم يأتِ.
كلّ صباحٍ أعدّ أصابع الوحدة،
وكل مساءٍ أضع رأسي على كتف الفراغ،
وأحدثه عنكِ…
أقول له:
إنها تحبّ المطر، وتغضب بسرعة،
وتضحك فجأة كما تذوب الشوكولاتة على لسان طفل.
أقول له:
إنها وعدتني أن تعود… ولم تقل متى.
وتركتني معلقًا كأغنية لا يريد أحد أن يُكملها،
ككتابٍ قُطعت منه الصفحة الأخيرة،
كقبلةٍ أُجهضت في اللحظة الأخيرة.
أتعرفين؟
الانتظار لم يعد مجرّد وقت…
إنه مهنة أتقنها.
وصمتٌ أدرّبه على النطق باسمكِ كل ليلة.
أحيانًا، أراكِ تمرّين من شرفات الوقت…
تحملين فنجان قهوتكِ،
وتُربكين النظام الكوني بنظرة.
لكن سرعان ما أفيق…
وأجد أني ما زلتُ وحدي،
أشربُ مرارة الانتظار،
من فنجانٍ مكسور،
باسمك.
عودي…
فما عدتُ أعرف الفرق بين الليل والنهار،
ولا الفرق بين يديّ وغيابكِ.
عودي…
فقلبي على المقعد ذاته،
ينتظركِ…
كما ينتظر العاشق
أن تُعيده الحياةُ إلى الحياة.