لماذا لا تأتين…
والوقتُ ينهش فيّ كما تنهش الذئاب الغريبة؟
لماذا تُتركين الانتظار وحده يقتلني،
والحلمَ يتهاوى أمام عينيكِ كقصر رملٍ في عاصفة؟
كنتُ أظنّكِ ستأتين كما تأتي الرياح،
بلا إعلان، بلا موعد، بلا تفسير،
لكنكِ، يا امرأة الغياب الجميل،
تُعلمين كيف تبقين بعيدة، كأنكِ قصيدةٌ لا تُكتب.
لماذا لا تأتين؟
هل غاب عنكِ أني هنا…
أنتظرُكِ كما ينتظر الجمر أن يتحول لرماد،
وكما ينتظر الظمآن قطرات المطر؟
كم مرة كتبتُ اسمكِ على شفتي،
وعاهدتُ قلبي ألا ينسى طريقك،
لكن الطريق بدا طويلًا،
وأنتِ لم تظهري.
لماذا لا تأتين؟
أم أن الرحيل كان أجمل من اللقاء؟
وأنا لم أعلم.
عودي،
ولو حتى بالوعد،
كي أعيش لحظة يقين…
أنكِ يومًا ما ستأتين.