لماذا الغياب…
وأنا الذي فتحتُ لكِ أبوابي كلّها؟
لماذا الغياب…
وأنا الذي كتبتُ لكِ القصائد قبل أن أكتب اسمي؟
لماذا اخترتِ أن تكوني بعيدة…
وأنا أقرب إليكِ من ظلكِ؟
هل أغراكِ هدوئي؟
هل خذلتكِ طيبتي؟
أم أن الحبّ حين يكون نقيًّا… يُخيف؟
أنا لا أعاتبكِ…
بل أبحث عنكِ في سطور الأسئلة،
أُطاردكِ في مرايا الصمت،
أتساءل: كيف لكِ أن تمضي،
وفي قلبي من التفاصيل ما لا يُنسى؟
أتعلمين ما معنى أن تغيبين؟
أن أنام على صوتكِ… وأصحو على غيابك.
أن أرتب روحي كل مساء…
ولا تجيئين.
أتعلمين؟
الغياب لا يكون فقط بالجسد،
بل حين لا تهتمين إن كنتُ قد نمتُ جائعًا لصوتك،
أو صحوتُ باكيًا على اسمك.
لماذا الغياب؟
وأنا كنتُ بابكِ الوحيد نحو الدفء،
ويدكِ التي لا تُسقطك.
لماذا الغياب؟
وأنا ما زلتُ هنا…
أحفظ تفاصيلكِ كأنكِ آية،
وأحب
كِ كأنكِ دين،
وأنتظركِ كأنكِ القيامة