هل تسمعينني… حين أشتاق إليكِ بصمت؟
حين أناديكِ داخلي كطفلٍ فَقَد أمّه في الزحام؟
حين يفيض بي الحنين فلا أجد سوى الورق…
ليكون شاهدي عليكِ؟
هل تسمعينني…
حين أضع اسمكِ في فمي ولا أنطقه،
لأني أعرف أن العالم لا يحتمل وقعكِ،
وأن نطقكِ… قد يُكسّرني؟
أشتاق إليكِ
حين أضحك مع الآخرين ولا أكون حاضرًا،
حين تملأني الضوضاء ولا تُغني عن همسة منكِ،
حين أراكِ في أغنية، في حلم، في زاوية مقهى…
ثم أصحو منكِ ولا أجدكِ.
هل تسمعينني…
وأنا أُعيد صوتكِ في ذاكرتي ألف مرّة؟
وأقبّل حرفكِ كما تُقبّل الأوطان بعد غياب؟
وأغار من كل ما يقترب من ملامحكِ؟
أحيانًا،
أظنّ أنكِ تسمعينني،
حين تهتزّ ستارة النافذة فجأة،
أو حين تمرّ نسمة بعطركِ ولا أعرف من أين جاءت.
أشتاق إليكِ بطريقة لا يتقنها أحد،
بطريقة لو عرفها العالم،
لأغلق حدوده… حتى تعودي إليّ.
هل تسمعينني حقًا؟
أم أن شوقي…
صار يُخاطب صمتكِ فقط؟