نص بعنوان: “أنا الباقي من خرابهم”
أحاول أن أكتب،
لكن الحروف تتدلّى من سقف صدري، مشنوقةً بأنفاسهم.
حبيبتي أولًا، كانت تشعل في عروقي ضوءًا،
ثم أطفأته بدمعة.
خرجت من صدري كما تخرج السكين من الجرح ببطءٍ مؤلم، لكنها تأخذ الروح معها.
إخوتي…
الذين كانوا جهاتي الأربع.
الذين ضحكوا كثيرًا كي لا يسمع الله خوفهم.
الآن، لا أحد يسند هذا الهواء.
أنا وحدي، أتنفّس رمادهم،
أحمل أصواتهم في جيبي كعملةٍ فقدت قيمتها.
الفقد لا يعلّمك الصبر،
يعلمك القسوة،
أن تنام بجانب مقعدٍ فارغ وتقول: “سأكمل الطريق”.
لكن الطريق
هو من أكلك أولًا.
أنا لا أؤمن بالنهايات،
لكنني صرت نهايتهم المؤجلة،
صرت ما تبقّى بعد أن سكت النداء.
قلبي الآن، حقل ألغام،
تدوسه الذكريات فتتناثر منّي أجزائي.
أكتب لأن الكتابة هي الطريقة الوحيدة
لأقول لهم: ما زلتُ محترقًا،
لكنني أقف،
وأسمّي هذا الركام… نجاة..






































