كان بعطفة الجنينة سبيل قديم لسقي الماء لعابري السبيل والمارة يحظى باهتمام الجميع لكونه من افضل الصدقات علاوة الى انه صفحة من التاريخ تقرأ مع كل شربة ماء واللافت للنظر ان القشرة الخارجية لهذا السبيل والتي تكسبه رونقه وجماله تنهار للمرة الخامسة دون سابق انذار كأنه يابى الا ان يكون عاريا مشوها يريد ان يفضح صاحبه مما اثار حالة من التعجب والدهشة في وسط سكان العطفة والتي استدعت احدهم ليلفظ قائلا:
ـ الحرام لا يدوم
وكأن هذه العبارة البسيطة صوت جرس ضرب في لحظة صمت فصعق منه الجميع فانتبهوا واستطرد أخر قائلا:
ـ الحرام حرام ولو غلفوه بالحلال
ثم أردف قائلا كأنه يستنطق السبيل ليخلي سبيل أسراره:
ـ كان في هذه العطفة امرأة بينها وبين الشيطان نسبا وشبها تكره الفتيات الساقطات على البغاء وقد اتخذت من الزنا سبيلا لكسب المال وأقامت بالعطفة بيوتا لترويج هذه التجارة تجارة الجسد التي جلبها لنا بونابرت وقد أعارت سمعتها للعطفة حتى أصبحت سوقا للمتعة وكانت (عايقة) تتاجر ولا تمارس ورغم ذلك مرضت مرضا شديدا ألزمها الفراش فهجرها كل المنتفعين منها فتصدقت بكل أموالها وأنفقت بسخاء على الأعمال الخيرية وأنشأت هذا السبيل من أموال البغاء وتابت قبل ان تمحى هذه الوصمة عام 1949 وماتت قبل ذلك ايضا وكأنها مسحت عن جبين هذه العطفة هذا العار