خلصا, وصاحبه بسيارته المتواضعة, يتحاوران في شئون الحياة, التي لم تبرح تتنفس, وانطبقت كمادة صماء لا يخترقها ولا ينفذ منها أحد, حياة مغلقة مجردة من ملامحها, يطويها الملل كماء أسن, فقال وهو يحاوره:
ـ استفرغت كل ما بوسعي وطرقت أبواب الرزق قاطبة وباءت كل محاولاتي بالفشل الذريع وكأني لم أتفوق إلا في شيء واحد ألا وهو الفشل.
تبسم صاحبه ضاحكا ثم قال:
ـ ثمة باب لا يرد طالبه
ثم أردف قائلا:
ـ النجاح مضمون والربح موفور
فوجم هنيهة وقال وهو يزم شفتيه:
ـ باب يكب من يلجه على وجهه في جهنم
ـ تجارة الأعشاب
قال صاحبه ذلك ثم أردف قائلا:
ـ تجارة الحشيش مربحة جدا
وفي هذه الأثناء كان يقف بإيزاء السيارة رجلان يتحاوران يقول أحدهما للأخر:
ـ لم يحالفني التوفيق قط وانطلقت الخسارة كشبح يطاردني في كل أعمالي حتى تجارة الحشيش خسرت فيها الكثير والكثير
وكان هو وصاحبه يسترقان السمع فتعجبا من قوله .. حتى تجارة الحشيش خسرت فيها الكثير والكثير .. فأسرها في نفسه ولم يبدها إن فعلت سأخسر كل شيء ما كان هذا إلا نذيرا بين يديه الخسران المبين ثم توجه إلى صاحبه بكلمات حازمة:
ـ أما الحرام فالممات دونه