توجهت مبكرا الى مقر عملي باحدى القرى الواقعة على ضفاف النيل وقد استيقظ الفلاحون مستضيفين شمس صباحهم بابتسامات تذيع الامل في حاضرهم وفي غائبهم وتفوح بهجتهم بعطر يتضوع شذاه:
ـ بسم الله توكلنا على الله ولا حول ولا قوة الا بالله نعوذ بالله ان نضل او نضل او نزل او نزل او نظلم او نظلم او نعتدي او يعتدى علينا او نجهل او ان يجهل بنا
غير انني وجدت جماعة من دونهم ثاوية بجوار مسجدهم الكبير يخيم على رؤسهم ظليل من الحزن العميق فاستقر بخلدي ان احدهم قد ارتقى الى ربه فأردت ان يكون لي موضعا في الجنة كجبل احد فأبرمت ان أتبع جنازته فذلك خير وأبقى فترجلت متجها اليهم وتقدمت بخالص العزاء:
ـ لله ما أخذ ولله ما أعطى فاصبر واحتسب
وعندما فرغت من واجبي تسائلت على استحياء:
ـ من المتوفى
فكان جوابهم:
ـ جاموسة سويلم نقت
ولما لا فشأنها شأن سويلم عائل يعول.