التقيت بها ، شعرت انها أكبر من سنها الحقيقي بعشر سنين ، قالت لي وهي تحدثني بصوت مرتجف ، تصف لي معاناتها بعد ان تخطت مرحلة صعبة في حياتها : لازلت اقف هناك عالقة بنفس المكان والزمان رغم مرور الوقت الكافي كي اتخطي اعماق الأزمة لكنني ظلت هناك بكامل ارادتي المسلوبة رغما عني ، اقف وحدي انتظر ..
اتعجب بشدة كيف يتخطانا الزمن ويمر من خلالنا ويتركنا اعجاز نخل خاويه، لكنها الحياة لاتقف علي رحيل او فقد ..
ترشقنا بسهامها لتغتال كل ما تبقي في ذواتنا العميقة من شعور بالأمن والطمأنينة ..
حين تتوالي علينا مصاعب الحياة نتعلم دروس كثيرة ..
وانا تعلمت أني حين ابكي، ابكي وحدي و لا أتكئ علي احد، لأنه علي قدر الاتكاء يكون السقوط ، تعلمت ايضا ان كل من وعدوني بالبقاء ، كانوا هم اول من افلتوا قبضتي، والقوا بي للمصير الغير معلوم حيث الغرق ، والشعور بالفناء ..
لكن الدرس الاهم الذي تعلمته ان الله دوما مع الأنقياء حتي و ان كانوا سذجا أو تعساء!!!
وان من افسدوا علينا الدنيا بما فيها افسدنا نحن عليهم اخرتهم بالقصاص .
لأن الغفران ليس شيء هين ، فهو يحتاج طاقه قد تتخطي قدراتنا المتواضعة ..
قد يتخيل البعض ان الغفران هزيمة او انكسار ولكنه علي العكس تماماً ..
لأنه حين يؤذينا شخص ما نهتم لأمره، يمكننا أن نغضب ونستاء و ربما تستحوذ علينا الرغبة في الانتقام ..
لكن يظل الغفران ممكنًا حتي وإن تعذر التسامح.
امر طبيعي أمام ما يسيطر علينا من شعور الخذلان ..
الخذلان تلك الكلمة التي تحمل الكثير من المعاني لكنها أبدا لم تكن من الكلمات الراسخة في وجداني ، دوما كنت أستشعر الرهبة منها كانت من الكلمات الثقيلة علي الأذن و غير محببه للنفس ، قد يختلف الشعور تجاه بعض الأمور من شخص إلي شخص إلا أن هناك بعض المفردات نتفق علي استبعادها وتجنبها . هل تعرفون المعني الحقيقي لتلك الكلمة؟!!
هو أن تمدوا أياديكم لتصافحوا من أساء إليكم متناسين تماما كل ما قد بدر منه بحقكم، تحقيقا لمبدأ العفو عند المقدرة أو تطبيق لقولة جل وعلا في محكم آياته
بسم الله الرحمن الرحيم.
فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ
صدق الله العظيم
و لكنك وللأسف الشديد تكتشف أنك قد مددت يدك ولم تلقي استجابة ، أي أنك رغم التغاضي والتسامح إلا أن قلوب البعض خزائن مقفولة علي أحقاد وضغائن ، لا علي حب ومودة .
وحده الخالق هو الأعلم بها ،
اذكركم ونفسي ، لنتق الله ونرتق عن أهواء النفس ،
و في اخر المطاف يجب ان نصفح حتي نمضي قدمًا. عل هذا يكون سببا لأن نزحزح عن النار وندخل الجنة ..