آخر الموثقات

  • ق.ق.ج/ بئر العينين
  • مكانة الأسياد ..
  • تقوى الله محرك مهنة الطب
  • التعليم السوداني بين العزلة وإعادة إنتاج الأمية
  • أصداء أزهري محمد على نقد متجدد للحكم في السودان 
  • معركة الكرامة: بين الخيانة والوفاء للوطن
  • بين رفقة الأحلام ورفقة التكنولوجيا أحلام تزهر بالمعرفة
  • طقوس الزواج السوداني بين الأصالة والمفارقة: من قطع الرهد إلى إشعار البنك
  • لقاء السحاب
  • يا صديقي.. لو كنا تزوجنا من زمان
  • رسالة بين القلب والعقل
  • ما وراء الغيم الأسود
  • حين عاد الصوت من الغياب
  • على حافة الفراغ.. حكاية قلب يبحث عن أنس
  • أمسية على ضفاف الذاكرة
  • تهت في عيونك
  • جاء موعد كتابتي إليك
  • عبارات مبالغ فيها لإبن تيمية
  • ابن تيمية فى مواجهة الوهابية 
  • لابوبو الجزء ٤
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة أماني عز الدين
  5. شال الجدة رقية 

حين دخل الغرفة لأول مرة منذ ذلك اليوم، للوهلة الأولى وجد كل شيء في مكانة كما اعتادت أن تراه عينة. لكن تلك المرة كان هناك شيء مختلف شيء جعل قلبه يرتجف ألما، أنها الرهبة من الحزن الذي قد خيم على المكان. . 

 كل شيء كما كان إلا هي فقط، لم تكن جالسة كعادتها على مقعدها العتيق المقابل للنافذة. . كان المقعد خالي إلا من شالها الصوفي. . 

 

 هنا وعلى هذا المقعد كانت تقضي معظم ساعات النهار فقد كان مكانها المفضل، دوما تجلس عليه وتتطلع عبر النافذة الكبيرة إلى الخارج. . 

 هنا عاشت حياتها الهادئة خلف النافذة وكأنها آخر ما تبقى لها ليربطها بالعالم الخارجي تجلس مكتفية بتلك الزاوية تقضي فيها أغلب أوقاتها متكئة علي عصاها ذات المقبض العاجي التي تركها لها زوجها وباتت تتكئ عليها كما كانت دوما تستند عليه. . 

 قد يرحل الأشخاص ولكن يبقي عبق منهم في أشيائهم البسيطة يجعلنا نستمد منه ما نحتاج من قوة روحية تعيننا على الاستمرار. . 

 العجيب في الأمر أن تلك النافذة لم تكن تطل على ميدان حيوي مثلا حتى نقول إنها كانت تتلهي بالمارة والسيارات، ولكنها كانت تطل على مشهد ثابت، شجرة عالية ذات أغصان متشابكة تزهر في الربيع، فقط في الربيع أما باقي أشهر السنة كانت تتجرد من أوراقها الواحدة تلو الأخرى وكانت هي كمن يراقب تساقط تلك الأوراق بصمت وبنظرة عميقة متفحصة وكأنها تنتظر سقوط ورقة بعينها. . 

 دخل مروان إلى غرفتها إلى عالم جدته رقية تلك السيدة التي كان يراها دوما قوية صامدة كصمود الجبال، حتى خيل إليه أن الأقدار تقف على أعتابها معتذرة دائما، لا تستطيع سلب شيء قد منحته لها ذات يوم وكأنها كانت محصنة من كل شرور الدنيا. . 

 إنها أشبه بحصن منيع، ملجأ للكثيرين، قادرة على أن تحتويهم علي ضعفهم. . 

 حتى حين تملك منها الكبر وداهمها المرض واكتسى وجهها وكفاها بالتجاعيد ظلت علي قوتها لم يعتريها أي ضعف 

 كانت الأمن والأمان متمثلين في صورة بشر، هكذا كان يراها هو وكل من حولها، إنسانه بدرجة سوبر مان. . 

 امرأة حديدية قادرة على صنع المعجزات. . 

 حتى بعد أن تقدم بها العمر ظلت ملجأ من لا ملجأ له. . 

 جلس على مقعدها الخالي بعد أن امسك بشالها الصوفي، كانت هنا منذ أيام تجلس تتدثر به، وكان هو كعادته جالس بالقرب منها يستمع إلى حكاياتها القديمة التي لم يكن أبدا يمل منها مهما إعادتها على مسمعيه وكلما اشتد الصقيع وداهمة الشعور بالبرد يدنو منها أكثر فتلقي عليه بطرف شالها وكأن لهذا النسيج الصوفي، سحر خاص، قدرة غير عادية علي منحه مبتغاة من الدفء قادر على أن يبدد إحساس الصقيع مهما اشتد به.  

 قرب الشال من وجهه يشتم رائحته، وجده لا زال ممزوج بعطرها المميز الأخاذ. . 

جلس علي مقعدها وبيده الشال الصوفي لكن شيء غريب يشعر به، شيء اشبه برعشه باردة اصابته لحظة ان لامسه بيديه، لم يمنحه الدفء المعتاد لكنه وعلي العكس سلب منه دفء روحه، في تلك المرة كانت روحه هي من يفتقد الدفيء لا جسده. مر بخاطره اسئلة عدة لا تحمل أي جواب. . 

 هل حقا اننا نعطي جزء من روحنا لأشيائنا الخاصة وحين تسلب منا الروح تنتزع من كل ما كانت تلامسه أناملنا؟ ! ! 

 أمر غريب هل كان شالها هو من يمنحها الدفء ؟! ام انها هي من كانت تمنحة الدفء والحياه معا ؟!!

 عند مرحلة معينة لا نكون قادرين علي إيجاد مسمي لها، يتوافق مع ما نشعر به لكنها غالبا ترتبط بمشاعرنا 

 وتكون تلك المرحلة علي الأغلب لحظة فقد عزيز، تتزاحم علينا الافكار لتعيد الي ذاكرتتا كل من سبق وودعناه لنعيد وداعه من جديد، وكأنه لا يكفي وداع عزيز واحد.  

 ها هو يتذكر حضن امه الذي لم يشبع منه كثيرا فقد تركته صغيرا ورحلت مسرعة الي عالم أفضل، وتركته امانة عند الجدة رقية، هي من قامت علي تربيته وعاش في كنفها، حتي اصبح طبيبا يشار إليه بالبنان. . 

 لكنه ظل يفتقد شيء لا يعرفة والان يتجدد به نفس الشعور بالفقد. . 

 كان حضن الجدة هو الملاذ الآمن بالنسبة له، وها هو يفقد ملاذه . . 

 تساقطت منه بعض الدمعات التي بللت الشال الصوفي ازالها بعفوية فقد خشي ان يفقد عبق جدته حين تختلط دموعة بعبيرها. . 

 تمتم لها بالفاتحة واهداها لروحها وهمس انت ملاذ لخافقي يا خالفي ومولاي. . . 

 وغادر الغرفة واغلق بابها حاملا بين يدية شال الجدة رقية، فهو من اليوم انيسة في وحدته. 

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة غازي جابر
6↓الكاتبمدونة خالد العامري
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة هند حمدي
9↑5الكاتبمدونة خالد دومه
10↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑19الكاتبمدونة منى كمال217
2↑16الكاتبمدونة يوستينا الفي75
3↑10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب147
4↑10الكاتبمدونة وسام عسكر214
5↑8الكاتبمدونة عطا الله حسب الله137
6↑8الكاتبمدونة مروة كرم144
7↑8الكاتبمدونة سارة القصبي159
8↑8الكاتبمدونة عزة الأمير170
9↑7الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد62
10↑7الكاتبمدونة هبة محمد194
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1101
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب701
4الكاتبمدونة ياسر سلمي666
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري510
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني432
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين423
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب350426
2الكاتبمدونة نهلة حمودة205111
3الكاتبمدونة ياسر سلمي190175
4الكاتبمدونة زينب حمدي176669
5الكاتبمدونة اشرف الكرم138413
6الكاتبمدونة مني امين118825
7الكاتبمدونة سمير حماد 112629
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي103831
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين101199
10الكاتبمدونة مني العقدة98559

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
2الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
3الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
4الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
5الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
6الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
7الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
8الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
9الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
10الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18

المتواجدون حالياً

1094 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع