كنتُ هناك…
أبرّر الأذى، وأجمّل القسوة،
وأقنع نفسي أن النجاة خيانة،
وأن الرحيل ضعف،
حتى أدركتُ متأخرة أن البقاء في الألم ليس وفاءً،
وأن إنقاذ النفس ليس أنانية.
حين استعدتُ نفسي..
لم يكن الخروج من علاقةٍ سامةٍ قرارًا عابرًا، بل كان ولادةً مؤلمة.
كأنني انتزعتُ قلبي من مكانٍ اعتاد النزف فيه، واخترتُ الحياة رغم الوجع.
في تلك العلاقات لا يُكسَر الإنسان دفعةً واحدة،
بل يتآكل ببطء…
تُنتزع ثقته قطرةً قطرة،
ويُقايَض صوته بالصمت،
ويُطالَب بالتحمّل باسم الحب،
حتى ينسى شكله الحقيقي،
ويعتاد نسخةً باهتةً من ذاته..






































