يحتاج المرء أحيانا أن يقف وقفة تأمل تجاه حياته التي مضت،
وينظر بنظرة الناقد لأفعاله، وقراراته واختياراته
وحتى مشاعره أحيانآ. ..
نكتشف كثيرآ كم أننا إتخذنا قرارات ظلمنا بها أنفسنا
أو جعلتنا نقع في أخطاء أو تحديات أتعبتنا ...
وحين أقول قرارات!!!!
أقصد أيضا بعض المشاعر التي نكنها تجاه أشخاص
يستغلون نقاءنا أو محبتنا
كي يصلو لأهداف معينة دون اعتباراً للجرح
الذي تركوه لنا جراء خذلانهم أو سلوكهم معنا ...
لكنني وقفت عند نتيجة أيقنتها عن تجربة،
ووعيتها عن تأمل وتفكير، ألا وهي أن لكل تحدٍ يعترضنا في حياتنا، وأن كل خذلانٌ وجرح يُصيبنا
هو أروع شيء يحدث في حياتنا ... وبأن كل ما نسميه مصائب، وأحزان ومشاكل هو بالعكس خيرٌ وهدية القدر لنا لكننا لا نعي ذلك....
فإن أخذنا الموقف من وجهة نظر معاكسة لرأينا..!!!
أنه ما كان للنجاح وجود لولا الفشل،
وأنه ما كان للفرح معنى لولا الحزن،
وما كان للأمل معنى لولا الإحباط؛
وما كان للتألق معنى ولا وجود لولا الخذلان....
وان كل قصص النجاح كان ورائها تحد وإصرار
سببه خذلان أو جرح أو وجع كبير....
سيجيب البعض كيف ذلك والإنسان إن أصيب بشيءٍ
أحبطه يكتئب.. ويفقد الأمل ويشعر بالوحدة ولا يتقدم أبدآ. ؟؟؟
نعم، يحدث ذلك،
لأننا لو لم تكن ردة فعلنا هكذا لما كنا بشراً
ولِما ميزنا الله بالمشاعر والأحاسيس ،
اذ ان البكاء والحزن وحتى أحيانآ الإكتئاب
هي علامات تدل على أننا مازلنا على قيد الحياة،
لكن ماهو غير عادي.. هو ان تتواصل مع هذه الحالة،
و ان نستسلم ونفقد الأمل في انفسنا ...
نعم اقول في انفسنا.... وفي الله عز وجل....
إن الله طلب من عباده أن يدعوه
وطمأنهم أنه قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه،
وأكثر من ذلك.. فان الله لم يضع سقفاً للدعاء
ولا حدوداً لها أي أن كل الأدعية مهما كان طموح الإنسان فيها محققة ومستجابة بإذن الله مالم يكن فيها شر ولا أذية للغير.....
وان كان الله هنا مع عبده يستجيب لدعائه، فلماذا نحبط، ولماذا نحزن ولماذا نفقد الأمل؟؟؟؟
لابد ان نستغل كل خطأ وكل حزن وكل خذلان
كي نخلق قصة نجاح ترفعنا، وتزيدنا معرفة ...
وتجعلنا نقترب اكثر من الله كي نرى عجائبه،
و عطفه وحبه لنا....
يُخيل لنا أحيانآ أننا نواجه الحياة بمفردنا!!
لكننا ننسى أن العلي القدير هنا لا يتركنا للحظةٍ واحدة ولا يسهو لحظة عن ما يصيبنا، يختبر صبرنا، وقدرتنا على التحمل وبمجرد ان يرانا نتضرع له ونطلب عونه حتى يرينا قدرته ويشعرنا بوجوده ....
وعن نفسي أتكلم..
اليوم أصبحت أحب الخذلان، وأحب المصاعب والتحديات لأنها أولا مكنتني من اكتشاف مواهب وقدرات داخلي ما كانت لتظهر لو واصلت العيش في الرفاهية والعز والدلال، عرفت مقدرتي على تحقيق أهدافي ، وعلى حل الأمور بحكمة ... أصبحت أستغل ذكائي بكل الطرق،
كي أنقذ نفسي.. وأعيد توازني..وأكون لذاتي ذات