لو لم اكن أمل درويش لرغبت ان أكون قطة ؛ سيامى فأنا لا احبذ الالوان الكثيرة الا اذا كانت ذات دلالة ؛ كما انى احب ان اكون واضحة السلالة ؛ اعيش فى بيت احدهم ؛ يقدم لى الطعام فى اوقات منظمة ؛ ينظفنى بدقة ؛ يهدهدنى دائما دون ان تفور غرائزه نحوى نظرا لكونى أنثى ؛ فأأمن نوات تحرش الذكور المكسوة بقصص العشق الكاذب ؛ اعيش بجانبه العب بما هو متاح دون ان افسد له مقتنياته ؛ مطمئنة لكونى لن اكون مطالبة بدفع ايجار المسكن فى كل شهر و لا فواتير الغاز و المياة و الكهرباء ؛ لن تؤرقنى فكرة الطرد من المسكن و الحياة فوق جحيم الأرصفة ؛ و لا التجديد السنوى لكرنيه المواصلات ؛ و بالطبع اتمنى ان يخلصنى صاحبى هذا من المبيضين فلا انجب ؛ لا يوجد على الأرض شعور أصعب من الخوف من : ماذا لو فقدت الأبناء ؟! ؛ شهادات التطعيم الخاصة بى ستكون بطاقتى الشخصية فلن يكون لى حاجة للبحث عن واسطة للدخول الى بوابة سفارة مصر فى روما دون عذاب لتجديد البطاقة الشخصية التى فقدتها منذ سنوات ؛ لن اضطر للبحث عن اجابة اذا سألنى احد اين ذهبت البطاقة ؟ امر عادى جدا ان تضيع فهى ليست رأسى مثلا كى تظل مثبتة فوق عنقى ؛ و ليست ثدى كى تظل معلقة لللابد على صدرى ؛ سأكون مسالمة كعادتى ؛ قطة طفلة دائما لن اكبر ابدا و لن اختلط بقطط الجيران و لا قطط الشوارع ؛ سألغى كلمة ثقة من قاموس نونوتى ؛ فقط سأزور القطة الغليظة كل فترة رغم انها اخرجتنى من بيتنا لمصير مظلم و لم ينبض قلبها خلال كل تلك السنوات و لو مرة خوفا علي~ ●