أتابع حساب ابنتك على فيسبوك وانستاغرام، لها عينان جميلتان
صدمتني الرسالة الواردة على البريد الالكتروني لابد أن الحساب الواردة منه وهمي فلا يظهر سوى أحرف مقطعة تصل بينها زخارف متداخلة يبدو أن صاحب الحساب هكر أو شخص ما بارع بالتكنولوجيا
بعد عدة ساعات وصلتني مجموعة من صور ابنتي التي تقيم معسكرا علميا مع زملائها في الكلية كانت تبدو سعيدة وضحكتها الواسعة تملأ وجهها
كتب تعليقا أسفل صورة مقتطعة لعينيها:
- عيناها تبرقان ... ما أجملهما
فار الدم في عروقي من هذا الذي يسمح لنفسه أن يتغزل بابنتي هكذا بكل وقاحة من يتجسس عليها بهذه الجراءة و... القذارة
اتصلت بالمشرف المرافق لهم في رحلتهم صرخت في وجهه:
- كيف يكون معكم أشخاص بهذا السوء أريد أن تعود ابنتي فورا
حاول المشرف أن يهدئ من روعي لكن محاولته السمجة زادتني حدة وصرخت:
- سأرفع الشكوى إلى رئاسة الجامعة
تحدثت إلي ابنتي هالة:
– ماما أنا بخير لم كل هذه العصبية ؟
- هناك شخص ما يراقبك عودي حالا وإلا سآتي وأحضرك بنفسي
- مابك ماما ؟ لم تتحدثين معي هكذا كل شيء بخير سنعود بعد يومين.
الرسالة التي وصلتني من الحساب نفسه تلك الليلة أطارت النوم من عيوني،
كانت صورة لزوجي الذي سافر منذ سنوات ثم انقطعت أخباره وأبلغتنا الشركة التي يعمل بها في حقول النفط في جنوب ليبيا أنه والفريق الذي معه اختفوا في إحدى المهمات واعتبرتهم الشركة ميتين. بعد فقدانهم بسنة ، أرسلوا لنا التعويضات المخصصة وبعض الأغراض التي كانت معه،
نسيته أو كدت فمسؤولياتى اتجاه الأولاد شغلتني عن التفكير بأي شيء عداها. خمسة أعوام مرت كبر الصغار وصاروا الآن في جامعاتهم سافر ابني البكر حسام ليعمل في دولة خليجية وبقيت البنتان ويوسف صغيري الجميل
ماذا أفعل الآن، تبدو صورة زوجي حديثة ويبدو سعيدا وقد ازداد وزنه و شاب شعره. ارتجفت وخفق قلبي بعنف من هذا الذي يراقب عائلتي
أخذت أبحث عن أي معلومة تخص زوجي لكن جهودي باءت بالفشل
في مساء ذلك اليوم وصلت صورة أخرى له وهو يحضن امرأة جميلة شابة.
كففت عن البحث وأرست رسالة لصاحب الحساب رجوته أن يتوقف عن ارسال صور زوجي فلا يهمني أن أعرف أي شيء كما لايمكن أن أخبر أولادي بأي أمر يخص والدهم.
لم يرد صاحب الحساب لكن بعد يومين أرسل لي صورا لابني البكر حسام وهو يناقش مشروعه مع مجموعة من الخبراء
كتبت له:
- أرجوك فقط أن تبتعد عن أولادي
أرسل لي صورة لابنتي الوسطى وهي تسير مع شاب بمثل عمرها وأيديهما متعانقة، ثم صورة ليوسف وهو يدخن مع مجموعة من رفاقه.
أخذ جسدي يرتعد والصور على شاشة اللابتوب تغيم أمام عيني.
- من أنت؟ من أين تعرف كل هذا؟ من دفعك لتتجسس على عائلتي ؟
لم يجب ، ومضت أيام لم يصلني منه أي شيء، كاد الفضول يقتلني عندما عادت هالة أخذت أبحث في وجهها عن أسرار لا أعرفها، وأمضيت تلك الأيام أبحث في ثياب وأغراض يوسف عن علبة التبغ، بينما هناء صارت حبيسة غرفتها ولم أعد أسمح لها بالذهاب إلى أي مكان حتى المدرسة.
كان الوقت يثقل علي وأتحرق لمزيد من الصور أفتح على صفحة البريد وأنتظر لكنه صامت والصفحة فارغة.
لم أعد قادرة على الاحتمال أكثر أرسلت له صورة فيها بحر وأمواج هادئة مكتوب أعلاها صباح الخير
أرسل لي صورة بحر وغروب الشمس وكتب لي
- مرحبا أنا اتش جي بوت برنامج للذكاء الاصطناعي كيف يمكنني مساعدتك.