"."
بنقعد نجلد نفسنا على عيوبنا، على تصرفاتنا اللي مش راضيين عنها، على ردود أفعالنا الغريبة…
بس الحقيقة إن أغلب العيوب دي مش نابعة من سوء نية، بل من احتياجات قديمة مكنتش ملبّاة
اللي بيحب يتحكم في كل حاجة…
غالبًا عاش إحساس "اللا أمان"،
فبقى بيحاول يسيطر على كل حاجة حواليه علشان يحس إنه في أمان.
اللي بيهرب دايمًا من المواجهة…
غالبًا اتربى في بيت الكلمة فيه بتترد بعقاب، فبقى الهدوء والانسحاب وسيلته للبقاء.
اللي دايمًا بيبالغ في رد فعله، أو عنده حساسية زايدة…
غالبًا اتعلم إن مفيش حد هيسمعه إلا لو صرخ.
اللي بياكل كتير من غير ما يجوع…
يمكن نفسه في حضن، في احتواء، في أمان، بس معرفش ياخده، فاستبدله بالأكل.
اللي بيشوف نفسه دايمًا أقل من غيره…
غالبًا اتعرض لتقليل أو مقارنة أو تهميش من حد مقرّب، فبقى بيعيد على نفسه نفس الإهانة كأنها الحقيقة.
والمشكلة مش في العيب…
المشكلة إننا بنستخدم طرق "ملتوّية" وغير ناضجة عشان نلبّي الاحتياجات دي.
بدل ما نطلب الحب، نبتزّه.
بدل ما نقول "أنا محتاج أتحب"، نبدأ نبالغ في المثالية أو نتصنّع القسوة.
بدل ما نطلب الأمان، نخلق أزمة عشان نختبر مين هيفضل.
ولأننا مش بنعرف نواجه احتياجنا بوضوح، بنحاول نشبعه بشكل يخلينا نخسر نفسنا واللي حوالينا.
نرمي اللوم.
نبرر كل تصرف.
نختار دور الضحية.
نلبس قناع القوة.
أو ننسحب خالص من العلاقات.
وفي كل ده، إحنا بنصرّخ:
”أنا محتاج أتشاف، أتحب، أتحضن، أتحمّل، يُتقالّي: أنا معاك."
الوعي بيبدأ من هنا:
من إننا نربط التصرف بجذر الاحتياج، ونشوف الطرق الملتوية اللي بنسلكها ونقرر نوقفها.
مش نجلد نفسنا…
لكن نمد ليها إيد وعينا، ونقولها:
"أنا فاهِمك… بس خلينا نلاقي طريقة أنضج."
كل "عيب" محتاج "حضن".
كل رد فعل محتاج "سؤال".
كل سلوك ملتوي محتاج "مساحة صدق".
ابدأ من هنا…
"أنا عارف إنك مش وحش…
أنا شايفك."
عارف إنك مش بتتمنظر…
إنت بس نفسك حد يشوفك.
مش بتزوّدها لما بتغضب…
إنت بس متعود مفيش حد يسمعك إلا لما تصرخ.
مش بتبالغ في الحُزن…
إنت بس جربت وجع التهميش، فبقيت تبالغ علشان يُحس بيك حد.
مش بتنسحب علشان قلبك ناشف…
إنت انسحبت مرة ومحدش لاحظ، فقررت تعتزل قبل ما تتوجع تاني.
مش بتاكل كتير علشان بتحب الأكل…
إنت بتدور على دفء ناقص، وبتشبع جوع قديم مش في بطنك… في قلبك.
مش بتلعب دور الضحية…
إنت مشيت كتير في دور المذنب، فارتحت للحظة لما حسيت إنك مظلوم.
أنا مش جاي ألومك.
أنا جاي أقولك:
"أنا فاهمك، ومش هسيبك لوحدك."
احتياجاتك مش غلط.
العيب مش فيك،
العيب في الطريقة اللي جربت توصل بيها ليهم.
وإنت دلوقتي بتتعلّم…
وده أنبل حاجة ممكن تعملها.
بس تعال نجرّب حاجة جديدة…
بدل ما تستخبى في جلد الذات،
تعال نمارس الصراحة.
بدل ما تلوم،
اسأل نفسك: "أنا كنت محتاج إيه؟"
بدل ما تهرب،
واجه بإحساسك الحقيقي، حتى لو مش لاقي الكلام.
بدل ما تدوّر على الحب بطرقه الملتوية،
اطلبه ببساطة… وابدأ من حبّك لنفسك.
احتياجاتك مش غلط.
العيب مش فيك،
العيب في الطريقة اللي جربت توصل بيها ليهم.
وإنت دلوقتي بتتعلّم…
وده أنبل حاجة ممكن تعملها.
نقطة أخيرة:
لو في يوم اتسلب منك الأمان بسبب أب متسلّط،
أو أم بتشك فيك،
أو بيت عمرك ما حسيت فيه إنك محبوب بلا شرط…
اعرف إنك تقدر تعيد بناء ده جواك.
وتدي لنفسك النهاردة،
اللي اتحرم منك امبارح.
ابدأ بتسمية العيب،
واكشف وراه الاحتياج،
وعدّل الطريقة،
واحتوي نفسك…
هتتغيّر حاجات كتير جدًا.
دينا سعيد عاصم
فيروز أكرم القطلبي
سفير. اسماعيل أبو زيد
ياسر محمود سلمي
حنان صلاح الدين محمد أبو العنين
د. احمد البحيري 
دعاء محمد علي الشاهد
د. عبد الوهاب المتولي بدر
أيمن موسي أحمد موسي
د. نهله عبد الحكم احمد عبد الباقي 
زينب حمدي 
د. محمد عبد الوهاب المتولي بدر 
د. شيماء أحمد عمارة 
د. نهى فؤاد محمد رشاد 
م. اشرف عبد الصبور الكرم 
1
-1
