الصداقة ليست بعدد الرسائل، ولا تُقاس بمدى تكرار الحديث، لكنها تُعرف بمدى الاحترام والراحة في المسافة التي يختارها كل منا.
عدم التواصل المستمر لا يعني التجاهل، لكنه يعني أن لكل منا عالمه، ومساحته الخاصة التي لا يجب اقتحامها. فطاقة البوح إن لم تُوزن بحكمة، تتحول إلى إدمان، وهنا يكمن الخطر… أن نربط وجودنا بالتفاعل المستمر، وننسى أن العلاقات الصحية تحتاج إلى مسافة تُحافظ على الشوق دون اختناق.
ليس من الطبيعي أن نسأل عن أمور خاصة لم تُفتح لنا، ولا أن نُلِحَّ في القرب دون دعوة. فأنا أُحب المسافات، لأنها تُبقي الودَّ صادقًا، والمشاعرَ نقية، والاحترامَ قائمًا.
فمن يفهم ذلك، يدرك أن الصداقة ليست تقييدًا… بل مساحة حرة، حيث يكون الحضور اختيارًا، والغياب لا يُفسد الود.