هي لا تحتاجك، لكنها تختارك.
لا تبحث عن نصفٍ يُكملها،
فهي مكتملة منذ أن رمّمت نفسها بنفسها،
لكنها تمنحك مكانًا في قلبٍ وسِع كل الخيبات... وما زال يفيض بالحب.
تختارك وهي تعرف أن بإمكانها العيش بدونك،
لكنّها تفضّل أن تشاركك الحياة، لا أن تتعلّق بك كقارب نجاة.
تراك... فلا تنبهر بك، بل تفهمك.
تسمعك... لا لترد، بل لتحتوي.
تمدّ يدها، لا لتتعلّق بك، بل لتقول لك: "أنا هنا، لست وحدك."
هي التي تُجيد الوحدة،
ولا تخشاها،
فلا تُهددها بالغياب،
ولا تظن أنك مركز الكون في عالمها،
هي فقط... أحبتك بصدق،
فقررت أن تكون لك، برغم قدرتها على أن تكون لنفسها فقط.
وحين تختارك،
تُربّي حلمًا معك،
تحفظ تفاصيلك، وتُراعي قلبك كما لو كان جزءًا منها،
لكن لا تختبر صبرها أكثر من اللازم،
ولا تُهملها ظنًا أنها لا تشتكي،
فالذي اعتاد على الاحتواء... يعرف متى ينسحب بصمت.
هي ليست من اللواتي يتوسّلن الحب،
ولا من اللاتي يُجيدن الدوران في الفراغ،
وحين تشعر أنك لا ترى ما تبذله،
تُطفئ مشاعرها كما يُطفأ النور،
وتعود إلى عزلتها كما كانت...
كأنك لم تأتِ، وكأنها لم تُفتح يومًا على أحد.
هي تختارك بقوة،
لكن إن خذلتها،
تتذكّر أنها كانت تكتفي قبل مجيئك،
وتعود إلى نفسها…
أقوى، أهدأ، وأجمل.