إلى من كتبتني فارتجفت...
ردٌّ على رسالةٍ لم تُرسل...
ليتكِ تعلمين،
أنني حين قرأتُ حروفكِ، خُيّل إليّ أن قلبي كان يمشي حافيًا فوق سطرٍ من نار!
لم أكن بخيلًا، بل كنتُ فقيرًا...
فقيرًا إلى حنانكِ، إلى دفءِ يدكِ، إلى عينٍ واحدةٍ تُنكرُ العالم وتُدافعُ عني.
كنتُ أضحكُ نعم،
لكن ضحكتي كانت تُخفي ارتعاشةَ الغائبين…
كنتُ أتجمّد، لكنكِ لم تكوني هناك لتمنحيني وشاحَ حضورك.
أما عن يومِ السكر؟
فقد ذقته يوم قلتِ لي "اشتقتُ إليك"،
فارتبك قلبي، وسقطَ كوبُ الماء من يدي…
وتظاهرتُ بأن شيئًا لم يحدث.
أتدرين لماذا لم أقل "مرحبًا"؟
لأنني إن فعلت، كنتُ سأبكي أمامك،
وأنتِ لا تعرفين كم أكره البكاء في حضرةِ من أُحب.
كل ما وثّقتِه... كان يُربكني،
كان يجعلني أبدو هشًا أمام مرآتي،
ويُعيدُني طفلًا يتلعثمُ حينَ يسمعُ اسمه منك.
أما عيناك…
فأقسمُ أنّهما آخر وطنٍ كنتُ أودُّ أن أُنفى منه!
فإن كنتِ ما زلتِ تحتفظين بظلكِ في زاويةٍ من قلبي،
فامنحيه بعض الضوء،
ودعيني… أعود.