"ذكية أنتِ، قالها بصوتٍ عميق، كأنما الكلمات انسابَت من فمه بعد أن حارت في داخله طويلاً، لكنها كانت الحقيقة التي لم أكن أجرؤ على الاعتراف بها. كان يعشقكِ، ولكن ليس بالطريقة التي يعشق بها الآخرين، بل كان يعشقكِ في صمتٍ عميق، في تلك اللحظات التي تتناثر فيها أفكاركِ بلا قيود. هو لم يكن يرى فيكِ مجرد امرأة تفكر بصوتٍ عالٍ، بل كان يرى فيكِ عالمًا كاملاً، لوحةً تزداد ألوانها بهاءً كلما تبينت تفاصيلها. حينما تتحدثين، كأنكِ تنطقين الحقائق التي لا يستطيع الآخرون رؤيتها، كلماتكِ تتدفق كالشلالات، لا تهدأ ولا تتوقف، لكنها تثير فيه إعجابًا لا محدودًا. لم يكن يعشق فقط ما تقولين، بل كان يذوب في طريقة تفكيركِ، تلك التي تجعل كل كلمة تنطقين بها تحمل معه لهيبًا، وكأن الأفكار نفسها تتحول إلى طاقة مشحونة تخترق كل الحواجز بينكما. في تلك اللحظات، كان يشعر وكأنكِ تُمطرينه بمعرفةٍ لم تُدرَك بعد، تفتحين له أبوابًا لم تكن يعلم بوجودها. كان يعشقكِ لأنكِ لستِ مجرد أفكار، بل روحكِ هي الموج الذي يتلاطم حوله، والذي لا يستطيع أن يفر منه."