أتمنى يومًا ما أن أمتلك بصيرة الحب،
أن أراه كما هو، بلا زيف، بلا أقنعة، بلا انبهارٍ خاطف،
أن لا تخدعني اللحظات الدافئة، ولا تغريني الكلمات الناعمة،
أن لا أقف طويلًا عند ابتسامة، ولا أفسر الصمت،
ولا أبحث عن الدفء في عيونٍ باردة.
كم مرة ظننته ماءً، فكان سرابًا؟
وكم مرة احتضنته، فاكتشفت أنني أعانق الفراغ؟
لا شيء أكثر قسوة من أن تخدعك عيناك،
أن يختارك الألم في كل مرة تفتح فيها قلبك،
وكأنك لم تُخلق إلا لتجرّب طعناته.
لقد تعبتُ من إعادة لملمة نفسي بعد كل خيبة،
من مداواة جروحٍ لم أصنعها،
ومن البحث عن حبٍّ لا يختبئ خلف الأقنعة.
لكنني، يومًا ما، سأرى الحب كما هو، لا كما أردته أن يكون،
سأحبه إن كان يستحق، وسأمضي إن كان وهمًا.
وسأحب نفسي أولًا، كي لا أخسرها في كل مرة أبحث فيها عن أحد.