آخر الموثقات

  • ق.ق.ج/ بئر العينين
  • مكانة الأسياد ..
  • تقوى الله محرك مهنة الطب
  • التعليم السوداني بين العزلة وإعادة إنتاج الأمية
  • أصداء أزهري محمد على نقد متجدد للحكم في السودان 
  • معركة الكرامة: بين الخيانة والوفاء للوطن
  • بين رفقة الأحلام ورفقة التكنولوجيا أحلام تزهر بالمعرفة
  • طقوس الزواج السوداني بين الأصالة والمفارقة: من قطع الرهد إلى إشعار البنك
  • لقاء السحاب
  • يا صديقي.. لو كنا تزوجنا من زمان
  • رسالة بين القلب والعقل
  • ما وراء الغيم الأسود
  • حين عاد الصوت من الغياب
  • على حافة الفراغ.. حكاية قلب يبحث عن أنس
  • أمسية على ضفاف الذاكرة
  • تهت في عيونك
  • جاء موعد كتابتي إليك
  • عبارات مبالغ فيها لإبن تيمية
  • ابن تيمية فى مواجهة الوهابية 
  • لابوبو الجزء ٤
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة أسيمة اسامة
  5. يأكلونَ الحصرم 

 

 

في لحظةِ مغادرتي كرسيَ الحلاقةِ، همسَ لي حلاقي:

- أبا وحيد، عليكَ أنْ تنتبه، الحلاقةُ اليوميةُ لذقنِك، جعلَتْها قاسية، أخشى في المراتِ القادمة، أن يعجزَ موسي عن حلاقتِها.

 

ملأت ضحكتي المكانَ وأنا أردُّ عليه:

- لاتخفْ لن أعجزَ عن حلاقتِها، سأجدُ حلاقاً أفضلَ منك.

 

وصدحْتُ بضحكةٍ مجلجلةٍ لم تجدْ صدىً عندَه، إذْ عاجَلَني بالقول: 

- أنتَ صديقي ولاتهونُ عليَّ العشرةُ. لاتفهمْ كلامي تدخلاً بشؤونِك ..لكنْ ..

انتبهْ لزوجتِك وابنِك الوحيدِ 

الدنيا تأخذُك بعيداً عنهم ، ستندمُ حينَ لاينفعُ الندمُ .

 

أومأتُ لهُ برأسي وخرجْتُ نحو المنزل 

وما أن دخلْتُ وأنا أتلمسُ وجهي مطمئناً ، وأمررُ أصابعي على ذقنيَ الملساء ، حتى خرجَت أمُّ وحيدٍ من المطبخِ غاضبةً:

- الحمدُللهِ أنّك عدْتَ ، وتذكرتَ أنّ لكَ بيتاً، إلى متى سنبقى على هذه الحال ...

 

أدرْتُ وجهي عنها كعادتي وحاولْتُ أنْ أتّجهَ نحو الحمام ، لأتخلصَ منها ،اعتدْتُ على كلماتِها وتساؤلاتِها ، لكنّها أدركتْني أمام الباب ووقفَت أمامي سادّةً الطريقَ بقامتِها الممتلئةِ ورعبٌ حقيقيٌ يطفحُ من عينيِها الخضراوَين قالت :

- وحيدٌ نام خارجَ المنزل البارحةَ ...

 

- ماذا تقولين أين ولم؟

 

- هيَ المرةُ الأولى التي ينامُ فيها خارجَ المنزل 

 

-وحيد وحيد أين أنت تعالَ إلى هنا

 

وقفَ أمامي صامتاً مرتبكاً عيناه مصوّبَتان إلى الأرض سألْتُه: 

- أين كنتَ البارحة؟! 

 

أجابَ متلعثماً:

- أعِدُك يا أبي لن أعيدَها...

 

لم تشفعْ له أعوامُه الثمانيةَ عشر، رفعْتُ يدي وهويْتُ بها على وجهه.

تجمدَتْ ملامحُه برهة، ثم تراجعَ 

مسرعاً نحو بابِ المنزل، جرَت خلفه لكنّه سبقَها، فتح الباب وخرج، لحقَت به على الدرج، غابَت أقلَّ من دقيقة، شعرْتُ أنّ هناك شيئاً ما يخز راحة يدي، فتحتُها، كانت بعضُ شعيراتٍ سوداءَ قاسيةٍ عالقةً بها كالإبر، أخرجَني صوتها من حالتي :

-لم أشكُه لك لتضربَه ، كيف استطعْت أن تمدَّ يدَك عليه وهو ابنك الوحيد، قبل أن تحاسبَه حاسبْ نفسك، اذهب وابحث عنه، لاتتركْه للشارع ولنفسه، منذ عشر سنوات وأنا أقول لك أنت مقصرٌ معه، غيابُك عن المنزل، أتعبَني وأتعبَه، متى سيأكلُك الندم..

 

تركتُها ترعدُ وخرجْتُ من المنزل نحو سيارتي وتلك الإبر تشغَلُني بوخزِها فقد كان أشدَّ من وقع كلماتها.

 

جلسْتُ في السيارة، أنرْتُ الضوء الداخلي، وفتحْتُ كفّي، تكاثرَت الشعرات السوداء المغروزة بها، و بدأت تظهر حولها هالاتٌ حمراء، الرعب ملأ قلبي تُرى ماهذا، تذكرْتُ ابنيَ الغاضبَ

عليّ أن ألحقَ به، مسحْتُ وجهي، أخذْتُ نفساً عميقاً، أدرْتُ محركَ السيارة، أطفأٰتُ النورَ الداخليّ وانطلقْتُ تُرى أين أذهبُ في هذا الوقتِ المتأخر؟ أنا لا أعرف شيئاً عنه، تُرى من هم أصدقاؤه، أين يمكن أن يكونَ الآن ؟ يا إلهي ماذا فعلت بنفسي وبه، وهْجٌ خرج من ذقني، حاولْتُ أن أحكَّها بأظافري، صُعِقْتُ بملمسِها الخشن، الشعرُ يملؤُها، لقد عدْتُ من عند الحلاق منذ ساعة فقط، أدرْتُ المرآة نحو وجهي، شعرٌ أسودُ كثيفٌ يغطّيه، وعلى انعكاس الصورة في المرأة؛ بدأ الشعر يطولُ ويطول، تملّكني الرعبُ أخذ الشعر يتشكّل ويتشابك حول وجهي ثم أخذ يَنْصُبُ شباكَه على يدي، فقدْتُ توازني وكذلك سيطرَتي على السيارة ، حاولت أن أضغطَ على المكابح لكنّ قدميّ الملفوفةَ بالشعر ضغطَت دواسةَ الوقود . وانطلقَت السيارة بسرعة جنونية بدأ الشعر يتشكل أمامي كأخطبوط،

صوت يجلجل في السيارة ، صوت لا أدري هل هو إنسيّ أو جنيّ يردّد مقهقهاً:

- أرني أيَّ حلاق في الكون سيخلّصُك منّي .

 

لم أعدْ أرى شيئاً أمامي سوى فضاءٍ وزرقة، ومن ثم انغمسْتُ والسيارةُ في مياهٍ مالحة، بدأ الشعر يلملم نفسَه وينزع جذوره من ذقني بعنف، وينسحب خارجَ السيارة متلوياً أمامي وينفثُ حبراً من أعلى رأسه، الماء يغمرُني من كلِّ جانب، وصوتُ زوجتي وقهقهاتُه تملأ السيارةَ الغارقة. 

 

كتمْتُ أنفاسي، وجاهدْتُ على الخروج من النافذة، دفعْتُ نفسي نحو الأعلى، سبحْتُ بعيداً عنه، وعندما وصلْتُ صخورَ الشاطئ، رأيت وحيداً عارياً، وقد قفز في البحر لحقْتُ به، صرخْتُ كثيراً، 

لكنّه لم يلتفت، أسرعْتُ نحوَه لعلّي أحذّرَه من ذاك الأخطبوط الأسودِ اللعين، وصلْت إليه، جذبْتُه نحوي، حدّقْتُ فيه صُعِقْتُ بذقنٍ سوداءَ تعلو وجهه.

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة غازي جابر
6↓الكاتبمدونة خالد العامري
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة هند حمدي
9↑5الكاتبمدونة خالد دومه
10↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑19الكاتبمدونة منى كمال217
2↑16الكاتبمدونة يوستينا الفي75
3↑14الكاتبمدونة محمد فتحي129
4↑10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب147
5↑10الكاتبمدونة وسام عسكر214
6↑8الكاتبمدونة عطا الله حسب الله137
7↑8الكاتبمدونة مروة كرم144
8↑8الكاتبمدونة سارة القصبي159
9↑8الكاتبمدونة عزة الأمير170
10↑7الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد62
11↑7الكاتبمدونة هبة محمد194
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1101
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب701
4الكاتبمدونة ياسر سلمي666
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري510
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني432
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين423
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب350640
2الكاتبمدونة نهلة حمودة205202
3الكاتبمدونة ياسر سلمي190358
4الكاتبمدونة زينب حمدي176703
5الكاتبمدونة اشرف الكرم138528
6الكاتبمدونة مني امين118852
7الكاتبمدونة سمير حماد 112735
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي103918
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين101307
10الكاتبمدونة مني العقدة98613

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
2الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
3الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
4الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
5الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
6الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
7الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
8الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
9الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
10الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18

المتواجدون حالياً

2081 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع