كل منا بالطبع تعرض لفترات مرض ، لكن اصعبها هي تلك التي فجأة تكون فيها بين الصحة الجيدة و العناء الرهيب !!

تجربة بسيطة و لكنها صعبه مررت بها منذ ساعات ، ....حيث نزلت ضيفا علي بيت خالتي بعد مؤتمر شاركت فيه في القاهرة قادما من سوهاج لأجله ... و كعادتهم في الاحتفاء بي في كل زيارة كان تلك الغداء اللذيذ في يوم مغادرتي من السمك ...كان مطهيا بما يذكرك بوصفه (لحما طريا ) في القران الكريم ، و فجأة بين قمة الانسجام في الحوار و الطعام ....فجأة شعرت بتلك الرصاصة التي رشقت، في حلقي في ألم رهيب !!

حاولت السيطرة علي المي ، لكنه صعب فعلا .... سريعا اصطحبني الأهل الي المستشفي تلك الأخري في تلك المنطقة الراقية و لكن الغريب لا يوجد طبيب متخصص انف و اذن ....بحثنا علي خرائط جوجل لنحدد اقرب مراكز التخصص ....توجهنا للاول ، كان الطبيب ودودا و بذل قصارى جهده لمرات لمحاولة استخراج تلك الشوكة اللتي أصابت أنسجة الحنجرة في عمق خلف لسان المزمار !!

و مع كل مرة تغرورق عيناي بالدموع من صعوبة الالم و الشعور بالرغبة في القىء ....تذكرت الشهيد احمد الكبير الذي أصابته الرصاصه في حلقه في تلك المداهمه... انتقلنا لعيادة أخري ، أصر زوج اختي علي أن نحاول حيث كنت اريد ان اعود الي سوهاج متحملا الالم بها للتوجه الي أي زملائي هناك ، و لكني خفت التورم و الالتهاب الذي لا قدر الله قد يعوق تنفسي ..... ياالله ، كم انت كريم ....لقد خرجت بعد اربع ساعات من المعاناه و المحاولات الصعبه لاستخراجها و  العيادة تلو العيادة و الطبيب تلو الطبيب !!!

سبحان الله .... شوكة سمك ، استطاعت أن  تعطيني درسا عظيما في كرم الله في كل لحظة صحة و راحة ....و في كرمه في اللطف بعد المعاناه ....و في أن هناك بين تلك الصحة و  المعاناة الصعبة الصحة ....لحظة !!!!