هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • الدائرة المفرغة للدواء
  • مشاجرة الكوربه
  • صورة ومعنى
  • إزيّك يا أبو قلب نضيف
  • قد تكون أشاعه..
  • ما هكذا الغيره..
  • وجهك ِ الآت ..
  • عجائب وغرائب تافهة
  • للقلم دار تحميه - شكرا تاميكوم
  • بدلة الشانتونج
  • ليلة الوداع الكبير
  • شاهتْ الوجوه 
  • قانون المصادفات..
  • هنا الجمال..
  • قلبي المدان..
  • أخترتك ِ إنت ِ ..
  • الفرصة الثانيه..
  • كلماتي والمعاني..
  • أما عن أمنياتي..
  • صريع الذات..
  1. الرئيسية
  2. مدونة د عبد الوهاب بدر
  3. ذل و قهر و فرح و عنان

في عز شبابي صادفني ذل ذقت معه القهر وفرح رفعني الي عنان السماء 

.....

فمنذ ٥٦ سنة وفي مغرب يوم ٩ يونية ١٩٦٧ اعلن عبدالناصر هزيمته امام اسرائيل في حرب ٥ يونية ٦٧ وذلك بتنحيه عن الرئاسة وهو الذي كان قبلها يملأ الدنيا صياحا وضجيجا بحنجرته القوية !

......

ومن ميدان الجيزة دفعني طوفان القطيع مشيا علي الاقدام حتي بلغنا كوبري الجامعة ثم اغارت الطائرات الاسرائيلية علينا مسلطة كشافاتها علينا ونحن منبطحين علي ارضية الكوبري وعلي يميني فتاة تكتم بكاءها الذي اسمعه وامامي اشعر بحذاء رجل مسن انبطح امامي وعلي يساري ام تحاول اسكات طفلها الذي يصرخ ....وقاهرة المعز راكعة في الظلام !

....

وانخلعت اركاني وعشعش القهر بداخلي .....ثم واصلنا مسيرتنا وعند قصر العيني تقابلت برجل احبه كثيرا واحترمه اكثر (رحمه الله) ثم همس الي قائلا 

(هذا الرجل ورفاقه يستحقون التعليق علي المشانق في ميدان التحرير ) .....وتلفت حولي وانا ابتلع همسه لي 

....

ومرت الايام مثقلة بكوابيس الهزيمة المرة والشعب غير مصدق ما حدث لوطننا مصر 

....

كبِروا ولم تكبُر سيقانهم

وبان شعر ارجلهم

أهُم رجال

ولمًا لمْ أكبُر وبقيت قزما

سمِعْتُ منهم

ما لا يُقال 

وكومتُ ثيابي فوق بعضها 

وبعتها شوالا بعد

شوال

وبنيتُ حلما وعشت وهما

فما اغتنيتُ ولا صرتُ

واحدا من الطوال

ايه يا وطني 

أين مجدك

أين ريحك 

أين عطرك

أين ماذا ثم ماذا

أمْ ساءت بك

الاحوال!

.....١٩٦٨...عبدالوهاب بدر 

............

ولما صرت طبيبا وصرت ضابطا بالقوات المسلحة 

والتحقت باللواء ١١ مهندسين دفاع جوي بالفرقة الثامنة 

........

كانت سيناء ارض التجلي لخالق الكون ولم يتجلي علي ارض غيرها وقال سبحانه (انني انا الله)

وانزل عليها التوراة !

كانت محتلة .....وبالتالي كرامتنا محتلة ومهانة 

........

ولنا ان نتخيل الكم الهائل من الاشاعات المحبطة ولأهل مصر 

ويوم ٢٨ سبتمبر ٧٣ خطب السادات في ذكري وفاة عبدالناصر وتكلم كثيرا عن الظروف الصعبة لمصر وفي نهاية الخطاب قال 

(ان الطريق مازال امامنا طويييييييل وشااااااااااق) بلهجته المعروفه مما زادنا احباطا علي احباط 

.....ولم نكن نعلم ولا اسرائيل ولا أعتي مخابرات العالم ان الجيش سوف يحارب بعد ٩ ايام بالتمام والكمال 

.....

وحاربنا وعبرنا وقبلنا تراب سيناء ونحن صيام وضمدنا الجراح وارسلنا الاصابات البالغة الي المستشفيات العسكرية ولم اطلق طلقة واحدة من مسدسي ولا من بندقيتي فقد تكفل الوحوش بذلك 

....

ومرت الايام ثم امرني القائد بالنزول الي الاسماعيلية لشراء ترفيه من الحلويات والعصائر للوحدة وامام محل عصير طلب الجنود عصير قصب وبعدما شربوا هممت بدفع ثمن العصير فاذا بالرجل يحلف بالطلاق .....كله علي حسابي دا انتم رفعتم راسنا وشكرنا 

.....

وفي محل الحلويات وبعد اختيار الانواع المختلفة وتعبئتها في الكراتين وشحنها بالسيارة اقسم صاحب المحل باغلظ الايمان ثم زادها بالحلفان بالطلاق وبعد اخد ورد ومناهدة فقط اخذ ربع التكلفة ثم قال لنا .....يا ابطال الكرامة لا تقدر بالمال !!

......

سأنقش احرفها بجدار الجامع

وفناء جارتي والدكان والمقبرة

وقلة سمراء وكتابها الاخضر 

أناديها عبلة وتقول عنترة

سأنقش احرفها بحب الحياة

وثوبها بدم الشهيد معطرة 

...

تلك هي مصر

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

950 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع