جاء ديسمبر كعجوز يتكئ على عصا هشة، يتنفس ببطء كأنما يخاف نفاد أنفاسه كلها دفعة واحدة، يلملم عقد أيامه المنصرمة رغما عنه، يحاول التمسك بها كخريف يجري خلف أوراقه دون جدوى، بل يزداد اللُجاج بينهما،
وهم البقاء مربك كثيرا.!
هل يخدعنا ديسمبر؟
أم نحن من نستعجل رحيله آملين بداية جديدة مليئة بالأمل والمفاجأت!
هل ديسمبر حقا آخر شهور العام أم بدايتها؟
وما ذنب ديسمبر فيما نمر به؟
أليست كافة الشهور واحدة وكل أيامها واحدة؟
فيا أيها العجوز الآفل تحرك ببطء كما تشاء، اضحك علينا ونحن نستجدي العام الجديد أن يكون محملا بالخير.. كما تشاء.
لكننا على ثقة تامة بأقدار الله واختياراته.
ستستيقظ يوما لتجد نفسك انتهيت، ونحن بدأنا أو بمعنى أدق نستمر في الدوران مع أيام وليدة شهور أخري غيرك.
المجد للباقين عزيزي ديسمبر...