أما بعد ..   وإني على يقينٍ تام بأن رحلة الحياة هي قدر ونصيب قد كٌتب علينا منذ بداية الخلق ومن قبل الوجود، وأن السعي فيها إلزامٌ وواجب لتتحقق مشيئة الحق سبحانه وتعالى في أقدارنا؛ فالجهاد فيها قدر، والظلم فيها قِسمة، والعطاء والحرمان نصيب، والتحدي أمام المِحن بقلوب أبيَّة شُجاعة هي فرضٌ وواجب، فما نحن إلا أداة بيد بارئنا يفعل بنا ما يريد كيفما يشاء. فلنكن كما أرادنا الله عزّ وجلّ، أقوياء في الحق، متمردين وناكرين للباطل، ساعين آملين للخير، لا ندع لليأس مكانًا ولو بؤرة صغيرة داخل قلوبنا وأنفسنا الواهية، حتى وإن اشتدت بنا المِحن، وأحاطت بنا المكائد، والتفت حول دروبنا شِباك الغدر من كل الجوانب، فأنا على يقين بالله أن هناك مخرج وسبيل، فإنما الله عدل، ولكل ضائقة فرج طالما نحن على مبادئنا، فما زال هناك طريق، "وإن مع العسر يسرًا "، وعلى الله وبالله المصير والمكتوب. .