هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • كلمتي الختامية من ندوة مناقشة رواية حيوات الكائن الأخير في مختبر السرديات 
  • قراءة في فهم قضية تعريب الطب
  • شئ….لا يستوعبه عقل 
  • عندك أحسن.. أروق .. أنضف
  • يوم حسن
  • ليس الأمر شاي و لا مج
  • لا وقت للدراما
  • ....لانهم كانوا نورا...
  • شوك الورد
  • مستشفى الخفافيش "سلسلة الموقع الأسود"
  • النقد، وخفة الدم،، كبسولة
  • مرآة الرغبات 
  • فتذكرت منشوري
  • حول كتاب فن الذكر والدعاء للشيخ محمد الغزالي رحمه الله
  • إعجاب عقلاني واحد أفضل
  • العلاقات و الوقت لا
  • الصبر يساعدنا
  • الفراق شعور موجع لا يمكن وصفه بالكلمات
  • هل سأعود القاها
  • التمثيل السردي والتنازع المكثف في الرمزية الواقعية في رواية (عند شواطئ أندلوسيا) للروائي / أحمد غانم عبد الجليل
  1. الرئيسية
  2. مدونة زينب حمدي
  3. كل شيء من حولنا يثور ..

كل شيء من حولنا يثور ..

إن الإستكانة تودي بالحال إلى نوع من اللزوجة التي تثبط الهمة وتشد الطموحات إلى الأرض ..

وهكذا يا كرام نظرت إلى نفسي فوجدتني قد استنزفت سنوات تعبت من عدها في .. لا شيء !!

حتى دوامة الحياة التي يحكي عنها الناس لم أصادفها لقلة علاقاتي واحتكاكاتي وبالتالي مشاكلي ..

ليس إلا بضع سنوات أكلت فيها أصابعي عدة كيبوردات في تعليق هنا ومشادة هناك .. ناهيك بالطبع عن كيبوردات العمل .. !

طال الصمت واستطال ليتحول من معناه المعروف إلى شرنقة ضللت فيها الطريق حتى عن ذاتي ..

ونسيت أني فتاة .. ونسيت تفاصيل الفتيات ..!

لي بعض الطباع الغريبة التي لن يتفهمها الكثيرون ..، فأنا أنثى فسيولوجيا وتشريحيا ولكن كثير من خصائص النساؤلوجيا معطلة عندي !!

لا تستهويني الحلي ولا المكياج ولا العطور والزينة .. ولا حتى الملابس والأزياء ..!

ويبدو أن الزهد قد خلقت به .. لاني أسمع أمي تحكي عن طفولة غريبة لطفلة لم تكن تطلب أي شيء ولا حتى الحلوى ! وكنت أعود بمصروف المدرسة غير مصروف حتى أصبح لي أخ صغير فوجدت أخيراً فائدة لهذه القروش التي يمنحها لي أبي فكنت أشتري الحلوى له وليس لي ..!!

في المراهقة لم اهتم بما يستجد على الفتيات من اهتمامات في هذا السن وكنت معروفه بينهن أني الأكثر عقلاً إلى حد الملل فلا شيء أتحمس له ولا شيء يغريني بالتغيير والتحمس !

أقل شيء كان ليرضيني .. وأقل ما عندي كنت أكتفي به إكتفاء يجعل منه فائض مهما كان قليل ،،

قمة متعتي في السنوات السابقة كانت ساعات أسرقها من الزمن في أي مكان أختلي فيه بنفسي .. ثمة كافيتريا ومطعم في أحد شوارع حي المهندسين حفظ ملامحي العاملين فيها من كثرة ترددي عليها وحدي

حتى أفقت قبل شهور قليلة ..

حسناً .. إن كل شيء حولنا مصيره إلى الثورة فلماذا لا أثور على ذاتي ؟؟ لست باستثناء ويجب أن يكون تحولي ذاتيا بلا انتظر محول خارجي ..!

ماذا أفعل .. ؟؟

تتبعت - لأول مرة- المواقع والصفحات الخاصة بمراكز التجميل .. وقررت أن أغير كل شيء !

سأجرب ما تفعله الفتيات .. ربما أصبح منهن !! ربما أكتشف شيئاً مهماً فيما كنت أراه تافهاً

وهكذا ساقني الشغف والتطلع إلى موقع إحدى بيوت التجميل في حي مدينة نصر .. وقررت تجريب باكدج كامل يبدأ من الشعر ويصل إلى كل شيء !

استجمعت طاقة الإصرار التي تولدت عن رغبة حقيقية في التغيير وإيجاد أي هدف .. وقاومت بها لزوجة الكسل والإستكانة

وهكذا وجدتني أصطحب صديقتي المظلومه معي أبدا (عبير) في رحلة البحث عن ذلك المركز ..

بعد عناااء طال وصلنا إلي شقة مغلقة في الطابق الثاني .. فتحت لنا الباب سيدة ترتدي ..... صندل منزلي جمييل !! اما ما فوق الصندل فنحن في شهر كريم والله حليم ستار

نظرت إلي عبير ونظرت لها وترددنا في الدخول .. إذ أن المنظر العام للسيده مع الأضواء الناعسة بالداخل يوحي بشقة "دعاره أو ما شابه " ..

لكن يبدو أني كنت "مستبيعه " فحسمت أمري ودخلت تتبعني عبير المذعورة وهي تتلفت حولها .. وجلسنا ننتظر أن نرى نساء ملتفات بالملائات البيضاء ثم "كبسه " من الشرطه تعتقلنا جميعاَ

دعتنا بعد قليل السيده التي فتحت الباب وهي كما فهمت " السكرتيره " إلى مقابلة المديرة ومسئولة المكان .. وقد كانت سيدة مغربية متزوجة من طبيب مصري على ما يبدو .. بعد مفاوضات طالت اتفقنا على الباكدج واختلفنا حول الميعاد فقررت تركه مفتوحا إلى ما شاء الله مع دفع مقدم للحجز ..

ولولا هذا لمقدم لنسيت القصة بكاملها لذا لم يكن تثبيتا لهم بقدر ما هو تثبيت لي لاني أعرف نفسي فأردت تثبيت مسمار يجذبني للعودة إذا غلبني الكسل

وهكذا بعد أيام قليلة من بداية رمضان المعظم .. شددت الرحال إلى هذا المركز متحملة مشقة الصيام ودرجة الحرارة القاتلة .. في سبيل تغيير جديد ..

استهلكت التجربة ثلاثة أيام من الشقاء .. في كل يوم مرحلة جديدة أتعرف فيها على أشياء جميلة فعلاً تفعلها السيدات رائقات البال والآنسات اللاتي يملكن فائض في الإحساس بالأنوثة .. ذلك الفائض الذي افتعلته إفتعالاً وحفرت في أرضي الصلبة مكاناً لأساس أعمدته ..


انتهت التجربة .. وودعت السيدة والعاملات في هذا البيوتي ..

لم تكن تجربة سيئة أبداً ..، فالتغيير للأفضل يجدد النشاط والأمل دائماً ..

لطالما قلت أن الثورية هي منهج وبداية وليست أسلوب حياة ..، وها انا اثور مؤقتا لأهدأ وأبني الأمجاد بعدها ..!

من الجميل أن يجن المرء أحياناً ويخرج خارج حدود حياته الطبيعيه والروتينية ليفعل شيئاً جديداً غير معتاد بلا سبب ..

من الجميل أن يكون الطموح في حد ذاته هو إيجاد ما تطمح فيه .. ما يثير خيالك وشغفك ويحشو بالإثارة بعضاً من وقتك ولو لأيام معدودة .. ،،

يعجني التغيير الإيجابي على ما يبدو لن تكون هذه الزيارة الأخيرة .. ولا التغيير الوحيد :)

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

658 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع