فن المولوية فن مرتبط بالصوفية الإسلامية في قونية بتركيا ويُعرف أيضًا باسم رقصة الدراويش أو الرقص الدائري الصوفي. ارتبط هذا الفن بالتصوف الإسلامي وقد أسسها أتباع جلال الدين الرومي الشاعر والفيلسوف الصوفي الشهير في القرن الثالث عشر الميلادي وقد ظهرت المولوية في قونية (الواقعة اليوم في تركيا) بعد وفاة مولانا جلال الدين الرومي عام 1273م حين أسس أتباعه طريقة روحية عرفت باسمه ومع مرور الوقت تطور الطقس الروحي المعروف باسم السماع ليصبح عرضًا روحانيًا وفنيًا يجمع بين الحركة والموسيقى والذكر ويعرف أتباعها باسم "الدراويش الدوارة" أو "المولوية" بسبب طقسهم الروحاني المميز الذي يُعرف بـ السماح (أو السماع) والذي يتضمن الرقص الدائري. وقد تأسست الطريقة المولوية على يد أتباع الشاعر الصوفي والفيلسوف الكبير جلال الدين الرومي (المعروف أيضًا بـ "مولانا")، والذي توفي عام 1273م. على الرغم من أن الرومي هو الملهم الروحي للطريقة، إلا أن ابنه سلطان ولد وحسام الدين تشلبي هما من قاما بتنظيم أفكاره ووضع القواعد والاحتفالات الخاصة بالطريقة بعد وفاة الرومي.
ورقصة السماح هي العنصر الأكثر شهرة في الطريقة المولوية إنها ليست مجرد رقصة بل هي ممارسة روحية عميقة تهدف إلى تحقيق حالة من الوجد والاتصال الإلهي وفيها يرتدي الدراويش ملابس رمزية خلال السماح عبارة عن
• القبعة الطويلة (القلنسوة): ترمز إلى شاهد القبر.
• الجبة السوداء: ترمز إلى القبر والعالم المادي
• التنورة البيضاء الواسعة: ترمز إلى الكفن والنور.
أثناء الدوران، يخلع الدراويش الجبة السوداء، في إشارة إلى التخلص من الأنا والبعث في عالم الحقيقة. تدور أجسادهم في حركة دائرية مستمرة حيث تكون اليد اليمنى مفتوحة للأعلى لاستقبال البركات الإلهية واليد اليسرى مفتوحة للأسفل لتوزيع هذه البركات على الأرض والبشر هذه الحركة ترمز إلى دوران الكون والكواكب حول الشمس، وفي ذات الوقت دوران الإنسان حول محوره الروحي في رحلة البحث عن الله. وتركز المولوية على الحب الإلهي كوسيلة للوصول إلى الله ترى الطريقة أن الموسيقى والرقص وسيلة للتفكر في الله وتطهير النفس من الشهوات والرغبات المادية ويعتقد المولوية أن الدوران يساعد على التخلص من المشاعر النفسانية والوصول إلى حالة من الوجود الإلهي الخالص
وقد حظيت المولوية بشهرة واسعة في العالم الإسلامي وخارجه وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي الإنساني. وفي عام 2008 أدرجت منظمة اليونسكو "حفل السماح المولوية" ضمن روائع التراث الشفهي وغير المادي للإنسانية وعلى الرغم من حظر الطرق الصوفية في تركيا عام 1925، إلا أن المولوية استمرت في الوجود وتُقام احتفالات السماح اليوم في قونية بتركيا وغيرها من الأماكن لتجذب الزوار من جميع أنحاء العالم.
ورقصة المولوية ليست مجرد استعراض حركي بل تجربة روحية هدفها التخلص من الأنا والاتحاد بالخالق. إن الدوران المستمر يرمز إلى الحركة الكونية، فكل شيء في الوجود - من الإلكترونات إلى الكواكب - يدور، وهكذا يتحد الإنسان مع إيقاع الكون في سعيه نحو الحقيقة. --- الموسيقى في السماع المولوي دورًا محوريًا، وتُستخدم فيها آلات تقليدية مثل: الناي رمز الشوق والفقد حيث يعبر عن ألم البعد عن الأصل الإلهي الدف والطنبور لإضفاء إيقاع منتظم يساعد في الغوص داخل حالة الصفاء الروحي.
ورغم أن المولوية نشأت كطقس ديني، فقد تطورت لتأخذ مكانتها أيضًا في المسارح والمهرجانات الدولية كفن صوفي راقٍ ينقل رسالة السلام والمحبة والتسامح وقد أدرجت اليونسكو فن السماع المولوي ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية الذي يجمع بين الفن والتصوف في تجربة تتجاوز الجسد لتلامس عمق الروح. وهي دعوة دائمة للعودة إلى الذات وإلى الحضور الإلهي.