هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • لن يغير من الحقيقة شيئا | 2024-07-26
  • لا لمسؤولية بيت ابني المتزوج | 2024-07-26
  •  دراسة التاريخ ليست إلهاءً | 2024-07-26
  • دَغبَش | 2024-07-25
  • الحرب والشتاء  | 2024-07-25
  • مرة أخرى | 2024-02-08
  • أول ساعة فراق | 2024-07-26
  • لحم معيز - الجزء السابع والأخير | 2024-07-25
  • لم أكن أعرفك … | 2024-07-26
  • لماذا المنهج الصوفي أفضل من السلفي؟ | 2024-07-26
  • الإنتاج هو الحل،، كبسولة | 2024-07-26
  • وكلما مر عليه ملأ من قومه !!!!! | 2024-07-25
  • ماتت سعادتي | 2024-02-05
  • دواء الدنيترا و سرعة ضربات القلب ، حالة خاصة ، ما التفسير؟ | 2024-07-25
  • انت عايز تتربى  | 2024-07-24
  • سيدات ثلاثية الأبعاد | 2024-07-24
  • أوامر النبي صلى الله عليه وسلم ونواهيه في رؤيا منامية، هل تلزم الرائي ؟ | 2024-07-24
  • المعنى الحقيقى للزواج فى زَمَنِنا هذا | 2024-04-05
  • الفجر والغسق | 2024-07-24
  • ليس محمد صبحي !! | 2024-07-24
  1. الرئيسية
  2. مدونة زينب حمدي
  3. يوم عصيييييب .. (فضفضة ) !!

يعلم الأعزاء في هذا المنتدى الغالي أن عائلتي انتقلت منذ أيام قليلة لسكن جديد بمنطقة التجنيد في شارع جسر السويس ..

ولما كان القدر قد اختار هذه الأيام العصيبة التي تمر بها البلاد ليلقي بنا في قلب منطقة الأحداث .. فإن أيامي الأولى فيه تشهد ارتباكاً وعسراً في خطواتي من وإلى البيت ،،

لابد من استيقاظي مبكراً لألحق بسيارة العمل التي لو تأخرت دقيقة واحدة عن ميعادها فإنها لن تنتظرني ويا ويلي لو استطعمت النوم قليلاً كما حدث لي اليوم !

ربع ساعة فقط متأخر عن ميعاد استيقاظي غفوت فيها لأنهض بعدها كالملسوع وقد أدركت أن الوقت لن يرحمني .. وشرعت أتحضر للنزول في عجالة وفي ذهني المصير الأسود الذي ينتظرني بعد رحيل عمو مصطفى وأي مواصلة يمكن أن تكون أسرع وأقل في الجهد بالنسبة لصائمة في طقس قاتل

وقفت على المحطة القريبة ليأتي (ميكروباص ) صغير للغاية تكدس الركاب فيه بشكل قريب من ذلك الذي تتمدد فيه شرائح السردين في علبتها المغلقة بإحكام ..
- ( سردين .. سردين .. المهم نوصل ! ) وهكذا اعتمدت مبدأ الغاية تبرر الوسيلة ذلك المبدأ الشهير الذي لولا اعتماد المصريين عليه ما استمروا حتى الآن على قيد الحياة !

كان سائق الميكروباص يرى سيارته فارهى تتسع لركاب حافلة سياحية ونشبن مشاجرة بسيطة بينه وبين الركاب انتهت باقتناعه التام بوجهة نظرهم لان الكثرة تغلب الشجاعة .. هذا هو المبدأ الثاني للمصريين بالمناسبة !!

ولكن للأسف لا تأتي الرياح بما تشتهي علبة السردين وركابها .. بالقرب من وزارة الدفاع كان انصار الرئيس المعزول يعدون مفاجأة سارة للمصريين المتأخرين عن أعمالهم على صباح ربنا .. فقاموا بتنظيم مسيرات إلى جهاز المحاسبات وإلى وزارة الدفاع مما اضطر الشرطة العسكرية لاغلاق كوبري القبة ومحيط الوزارة وشكل ذلك ضغطاً وازدحام في الشوارع المتفرعة والمؤدية إليه !!

- (هو صباح باين من أوله .. ).. شرع الركاب الجهابزة يرسمون خططاً لسائق علبة السردين للهروب من الزحام ونواياهم الخبيثة تضمر على أن تمر خطة المرور بأقرب مكان ممكن لأماكن نزولهم فيضربون عصفورين بحجر واحد .. مبدأ المصلحة هو المبدأ الثالث الذي تعلمته اليوم !

ولكن بائت كل خططهم بالفشل لأن الأمور تدهورت وتأزمت بأسرع من المتوقع وأصيبت جميع الشوارع بشلل تام لم يفلح في علاجها كم السباب والدعاء الذي راح يطلقه المواطنيين المحبوسين على محمد مرسي وأتباعه ومناصريه ..

في النهاية استقرت علبة السردين على مدخل شارع مصر والسودان أسفل كوبري القبة .. ولما كان هذا هو شارعي القديم الذي تركته منذ أقل من أسبوع فإني أعرف يقيناً أن حركة المرور في مثل هذه الظروف تكون فيه مستحيلة ..
إلى هنا قررت مغادرة علبة السردين .. إلى أين ؟ يعلم الله وحده !
نزلت لا ألوي على شيء شاعرة بالضياع .. نظرة في ساعة جوالي أخبرتني أنها التاسعة والنصف ! نظرة على المشهد العام .. انقطعت كل طرق الذهاب والعودة وصرت حبيسة المكان لا أعرف إلى أين أذهب !!
هنا مرت حافلة مكتوب عليها أن مآلها إلى التحرير .. (زي الفل ) توسمت نبل الخلق وكريم المحتد في السائق الذي توقف لي في نهر الطريق .. فقط ليعرج بي على شارع مصر والسودان أيضاً من مدخل شارع ولي العهد ويظل هناك حتى إشعار آخر !!

اشتدت حرارة الشمس وزاد الازدحام في الطرق وما من أمل في الأفق يلوح بقرب انفراج الأزمة .. فتحت جوالي على الأخبار وعرفت أن هناك سيدة مسنة لقت مصرعها نتيجة الحصار الذي فرضة الاخوان على المواطنيين في هذا الطقس وهذه الظروف .. وعرفت أن الأمور متأزمة بشدة وهناك عدة مسيرات من أكثر من مكان باتجاه الأماكن الحيوية في القاهرة !

نزلت من الحافلة وعاد لي الإحساس بالضياع من جديد .. رحت امر بين السيارات التي استسلم سائقيها أو ماتو .. الله اعلم المهم انهم تسطحوا على عجلة القيادة بانتظار النهاية التي ترحمهم !

وجدت - لدهشتي - بينهم سائق سيارة تاكسي يبدو أن الظروف ألقت به هنا بالخطأ .. فسألته لو كان بإمكانه نقلي إلى مقر عملي أجاب بأنه لو كانت امي دعيالي يمكنه أن يصل بي لأقرب محطة مترو !
لا بأس فقط أخرجني من هنا ..!!

وهكذا خاض بي هذا السائق الهمام عدة طرق ملتوية عبر شارع سكة الوايلي فشارع بورسعيد ثم شارع الشركات وصولا إلى شارع شبرا نهاية بموقف ميدان القللي !!

حقاً ممتنة كثيراً لهذا الرجل.. ودعني في حفاوة وسألني لو كنت أحتاج شيئاً بوصفي ( عشرة ) وهذه حكمة أخرى تكتسب من خلق المصريين فهم وقت الأزمات يتعاملون بإنسانية وضحكت في سري من موقف مشابه في مسرحية العيال كبرت عندما أرسل (عاطف ) سواق التاكسي وراء أبيه وظل مكانه يغير عجلة السيارة لأن السائق عشره :)

نزلت ميدان القللي لاستقل مواصلتي الأخيرة ميكروباص حتى باب الهيئة
ما إن نزلت منها حتى استقبلت نبأ آخر سار .. لقد كسر كعب حذائي في مهمتي المستحيلة للوصول إلى العمل !

وهكذا ترونني في تمام الحادية عشرة أدخل مكتبي بكعب حزاء في قدمي والآخر في يدي .. وهنا تأتي الحبيبة والصديقة والأم والأخت ( عبير ) لتتولي ترميم بعض ما انهار من معنوياتي ومظهري في رحلة العذاب والضنا !!

أحب اشكر فالظروف دي الرئيس مرسي ومؤيديه وسائق علبة السردين - على الله يكون عايش - وسائق الحافلة - كان راجل طيب والله - وسائق التاكسي - ربنا يكرمه -

وأفوض أمري إلى الله إن الله بصيراً بالعباد .

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

365 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع