شيء مجهول يجذبها نحوه ، تداعبها فكرة السماح له بمداعبة قدميها فهي تعشق تدليله إياها بهذه الطريقة ، تعلم إنها لم ولن تكون الوحيدة التي يدللها هكذا ، ولكنها ستكون من القلائل الذين إشتهوا أن يدثرهم بعباءته ليذوبوا فيه عشقا أو رحيلا ، تقترب منه وتري إنعكاس وجهها في عيونه الزرقاء الهادئة ،تعلم إنه لن يظل كذلك لوقت طويل ،فسطوة غضبه لا تقل إطلاقا عن جمال صحبته وعشق هواه ،تقترب وتقترب وتدخل تدريجيا معه في عناق دافئ برغم زخات المطر ،يطرب و تشتعل مشاعره ،يجذبها ببطء ونعومة يغريها بعناق أعمق تعلو أذرعته وتحيطها من كل جانب ،تسمعه يهمس لها بأنه هو الحب الحقيقي وأنه أكثر وفاءا من غيره ، تصدقه.. وتتماهي فيه مستسلمة لعناق طاقت للهفته في أحضان أسمنتية حادة الزوايا ، مزقت حياتها وإمتصت رحيق الحياة منها كما يمتص الأسمنت الماء لتزيد صلابته ، ما أجمله من عناق وما أروع دفء الحنان فيه تضطرب أنفاسها ويعلو شهيقها متواترة مع حركة أذرعه البيضاء الساحرة ، تصير كلعبة بين يديه وتنفلت من سطحه إلي أعماقه ،مصدرة شهقة أخيرة وهي تبتسم ....
رانيا ثروت