هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • لن يغير من الحقيقة شيئا | 2024-07-26
  • لا لمسؤولية بيت ابني المتزوج | 2024-07-26
  •  دراسة التاريخ ليست إلهاءً | 2024-07-26
  • دَغبَش | 2024-07-25
  • الحرب والشتاء  | 2024-07-25
  • مرة أخرى | 2024-02-08
  • أول ساعة فراق | 2024-07-26
  • لحم معيز - الجزء السابع والأخير | 2024-07-25
  • لم أكن أعرفك … | 2024-07-26
  • لماذا المنهج الصوفي أفضل من السلفي؟ | 2024-07-26
  • الإنتاج هو الحل،، كبسولة | 2024-07-26
  • وكلما مر عليه ملأ من قومه !!!!! | 2024-07-25
  • ماتت سعادتي | 2024-02-05
  • دواء الدنيترا و سرعة ضربات القلب ، حالة خاصة ، ما التفسير؟ | 2024-07-25
  • انت عايز تتربى  | 2024-07-24
  • سيدات ثلاثية الأبعاد | 2024-07-24
  • أوامر النبي صلى الله عليه وسلم ونواهيه في رؤيا منامية، هل تلزم الرائي ؟ | 2024-07-24
  • المعنى الحقيقى للزواج فى زَمَنِنا هذا | 2024-04-05
  • الفجر والغسق | 2024-07-24
  • ليس محمد صبحي !! | 2024-07-24
  1. الرئيسية
  2. مدونة محمد شحاتة
  3. حدوتة قبر

 

محدِّش بيختار مسقط رأسه، فينا اللي بيتولِد في مكان أي حد يتمنّى يعيش فيه، وفينا اللي بيتولِد في مكان يخلّيه يقول: ياريتني اتولَدت في مكان غير دَه، والحقيقة إن زي ما الإنسان بيعيش طول حياته، وهو مش عارف هيموت إمتى وفين، برضه بييجي الدنيا وهو مش عارف هيتولِد إمتى وفين، زي حالاتي كده، اتولَدت وفتَّحت عيني على المقابِر، بالظبط زي ما بقولِّكم كده، بيتنا جنب المقابِر، شبَّاك أوضتي بيفتَح على القبور، ومع الوقت؛ بتعتاد المشهد وكأنك بتصحى كل يوم تلاقي النيل في وشَّك، أو عشان أكون دقيق في الكلام، بيبقى المَشهد جزء من حياتك، مبتفكَّرش فيه كتير، لدرجة إني كنت بسهَر لنُص الليل في الشبّاك، وعيني على الضلمة والقبور، وزي ما اتعوِّدت على المشهَد قدَّامي، اتعوِّدت برضه على التجاهل، أيون زي ما سمعتم كِدَه، تجاهل أي صوت طالع من الضلمة اللي قدَّامي، أو عشان صدق كلامي، أي صوت طالع من القبور.

 

دايمًا بحب أفترِض تفسيرات منطقيَّة، يعني أي صوت بسمعه في الضلمة ومش عارف مصدره، بقول أكيد كلب ولا قُطّة، ولو تفكيري شَطَح شوية، بقول يمكِن ديب، ده اللي كنت متعوِّد عليه من وقت ما كنت طفل، لحد دلوقت، وأنا في آخر سنة من الجامعة، لحد ما في يوم كنت واقف في الشبّاك، وشوفت دفنة، وأنا متعوِّد على كده عادي، لكن في الليلة دي كنت سهران في الشِّباك، المنظر المعتاد قدّامي، الضلمة والقبور، وساعتها النور قَطع، وبقت الضلمة برَّه وجوَّه؛ المرَّة دي سمعت صوت، لكنه كان مختلف عن كل اللي سمعته طول حياتي، كان صوت واحدة بتقول: "سامح؛ يا سامح".

 

الصوت كان بينادي عليَّا، بصِّيت من الشِّباك في كل مكان، لكن الضلمة كانت طاغية على كل حاجة، مُش شايف حد؛ وأعتقد إن مفيش حد يقدر يشوفني في الضلمة دي برضُه، كمان أنا شباك أوضتي في ضهر البيت، وفاتح على المقابر، يعني لا في شارع ولا حاجة، مين يعني اللي هينادي عليا من المقابر في نُص الليل والدُّنيا ضلمة.

 

الصوت اتكرَّر تاني، اسمي بيرِن في ودني، بدأت أتوَتَّر ومش عارف إيه الحكاية، لحد ما أدركت إن الصوت جوَّه أوضتي، التفتت ورايا، عشان أشوف نور شمعة منوَّر، وشوفت أمّي، اللي كانت بتبُصِّلي وبتقولّي: "شَكل النُّور هيتأخَّر، أنا داخلة أنام، هسيبلَك الشمعة دي لحد ما تنام".

 

كانت جيبالي شَمعة تانية، ولَّعتها من الشمعة اللي في إيدها ولزقتها على الترابيزة، وسألتني إن كُنت محتاج حاجة ولا لأ، شَكرتها وقولتلها إن أموري تمام مُش ناقصني حاجة، بعدها أخدِت بعضَها ودخلت تنام، وفضلت سهران في الشِّباك مُش جايلي نوم، كنت بفكَّر في امتحانات نهاية السَّنة اللي قرَّبت، ياترى هنجح ولا لأ، ولو نجحت واتخرَّجت؛ ياترى هلاقي شُغل ولا في كُرسي من كراسي القهوة هيتكَتب باسمي، والوقت أخدني، ومع الوقت؛ بدأت ألاحظ إن نور الشمعة بيتهَز، زي ما يكون في هَوا بيشاغِل النار، برغم إن الجَو مكتوم، ومفيش هوا ولا حاجة؛ الفضول أخدني وبدأت أقرَّب من الشمعة، حتى كَتمت نَفَسي عشان الشهيق والزفير ميأثَّروش في النار؛ اللي كانت برضو بتتهَز، قرَّبت وشِّي منها؛ لعل وعسى أعرف إيه اللي بيهزِّها كده، ولما حسيت بحرارة النار قريِّبة من وشّي، سمعت الصوت من تاني، لكن المرَّة دي كان بيقول: "هووووف".

 

والضلمة سيطرت على كل حاجة.

 

الأدرينالين وصل لأعلى معدَّلاته في دمّي، معرفتِش أسيطر على الخوف اللي بحِس به لأوِّل مرَّة في حياتي، عشان كِدَه وقَعت في الأرض، وتدريجيًّا بدأت أفقِد إحساسي بكًل حاجة حواليّا.

 

"قوم يا سامِح".

 

كان صوت أمّي، اللي كانت بتهزِّني في كِتفي وبتقولّي: "إيه يابني اللي منيِّمَك في الأرض كِدَه؟".

 

فَتَّحت عيني؛ ولقيت النُّور موجود، شبَّاك أوضتي مفتوح، بصِّيت على الترابيزة؛ مكان ما الشَّمعة كانت محطوطة، ولقيت إن الشمعة مُش موجودة، افتكرت أمي شالتها، لكن لمّا دقَّقت شوية، اكتشفت إن حتى مفيش أثر إنها كانت ملزوقة على الترابيزة، بصِّيت لأمي اللي كانت مذهولة من نومي على الأرض؛ تجاهلت سؤالها وقولتلها: "هي الشمعة راحت فين؟".

 

استغربت سؤالي وقالتلي: "شمعة إيه اللي بتتكلِّم عنها يا سامح يابني، هي نومتك على الأرض خلَّتك تحلم ولا إيه؟".

 

ردِّيت على كلامها اللي اعتبرته ساخر وقولتلها: "الشمعة يا ماما اللي لزقتيها على الترابيزة لمَّا النور كان قاطع، قبل ما تدخلي تنامي".

 

أمي كانت زي اللي تايهة، بتسمعني وهي بتبحلَق ومش مستوعبة كلامي؛ أو أنا اللي مكنتش مستوعب كلامها وهي بتقولّي: "يابني النور مقطَعش ولا حاجة، ولا في حد جاب سيرة الشمع خالص؛ قوم من الأرض واقفل شبَّاك أوضتك، ونام في سريرك واستعيذ بالله، نوم الأرض يعمل أكتر من كده".

 

سابنتي وخرَجِت، وفضِلت صاحي؛ قفلت الشبَّاك وقعدت على سريري؛ النوم مقرَّبش من عيني، معقول كل دي تهيّؤات، ولا أنا كنت قاعد على الأرض بعمل حاجة مش فاكرها؛ والنوم أخدني وحلمت بكل دَه، الصداع رهيب، والخوف جوَّايا مُرعب، كل شيء كان حقيقي، الصوت مكَنش هلوَسة، الهوا اللي طفَى الشمعة مكَنش وَهم، هو إيه اللي بيجرى؟

 

الليلة فاتت بدون نوم، وكان لازم أروح الكليَّة الصبح أشوف جدول الامتحانات، كلِّمت "مُهاب" زميلي عشان نتقابل مع بعض ونروح، هو عِشرة عمر وزميل دراسة، ومتعوِّدين نروح ونيجي سوا، اتفقنا واتقابلنا، وركبنا ميكروباص لحد الجامعه، كنت قاعد جنب الشبَّاك وسرحان في دنيا تانية؛ لدرجة إنه لاحظ وقالّي: "اللي واخد عقلك يا عم سامِح، زعلان إنك هتتخرَّج ولا إيه؟!".

 

كلامه انتشلني من التفكير اللي كنت فيه؛ وقولتله: "لا أبدًا مُش زعلان ولا حاجة؛ على الأقل هنتخرَّج ونشوف هنعمل إيه في حياتنا، أنا اللي واخد تفكيري حاجة تانية".

 

في اللحظة دي ركِّز معايا كده وقالِّي: "خير اللهم اجعله خير".

عشان محدِّش يسمعنا من الرُّكاب، بدأت أتكلِّم معاه بصوت واطي، حكيتلُه على اللي حصل معايا، وعن صوت البنت اللي نَدَه باسمي من المقابر في الضلمة، أنا كنت واثق إن دَه حصل قبل ما اسمع أمي بتنادي عليا وقت الشمعة، لكن دلوقت مُش عارف إن كان ده كله حصل ولا لأ، ولحد هِنا لقيت "مُهاب" بيقولّي: "عارف لو قولتلي إنك سمعت الكلام ده في مكان غير المقابِر؛ كنت قولتلك هلاوس، لكن أنا من الناس المؤمنة إن المقابر مليانة أسرار؛ كل قبر مقفول على حدُّوتة مختلفة عن التاني، فيه بني آدم كان عنده أحلام وطموح، ونِفسه يحقَّق حاجات كتير، لكنُّه دخل جوَّه القبر، وكل دَه اندَفن معاه".

 

استغربت كلامه وقولتله: "قصدك تقول إيه يعني؟".

 

وساعتها كمِّل كلامه وقال: "أنا عندي قناعة تامَّة إن الموت حياة في عالم تاني، عالم إحنا منقدرش ندرِكه؛ وإن الميِّت بيِفقِد حواسُه اللي نعرفها، وبيكتسب حواس تانية إحنا منعرفهاش، عشان كده كل اللي اتقال عن الموتى إنهم بيدركوا، وبيسمعوا، وبيحسُّوا، مًش مجرَّد كلام اعتباطي؛ بالعكس، دا أكبر دليل إن بقى عندهم حواس تانية، بتعطيهم إمكانية التواصل مع العالم اللي دخلوه، لكنها متقدرش تتواصل مع عالمنا المادي، عندك مثلًا؛ إحنا بنروح نزور أي حد بيموت من أهالينا، مفكَّرتش مرَّة إن الميِّت ممكن ييجي يزورك، يتبادل معاك الزيارة يعني، حتى لو ده حصل عن طريق حِلم، يعني في عالم مُش مادي، بيجيلك يقولك حاجة أو يوصَّلك رسالة معينة، إن كان كويِّس ولا تعبان، أو لو حاسس إنه مُش مرتاح، وأكيد أنت سمعت عن الكلام ده كتير، إن حد يحلم بميِّت ويوصَّله رسالة".

كلامه لخبَط تفكيري؛ فقولتله: "قصدك يعني إن في واحدة كانت بتندَه عليَّا فعلًا؟".

 

هَز راسُه كده وقالّي: "مُش بعيد يا صاحبي".

 

لكني أنكَرت كل دَه وقولتله: "أنا اتولدت في المكان ده؛ فتحت عيني لقيت المقابر في وشّي؛ والنهارده عندي ٢١ سنة، عمري ما سمعت ولا شوفت في المقابر حاجة، شوية أصوات بالليل، من الكلاب الضالّة ولا قُطط، ازّاي عاوزني أصدَّق إن في واحدة ميِّتة تنندَه عليَّا".

 

ردُّه كان قاطع على كلامي؛ لمَّا قالّي: "أنا قولتلك رأيي وقناعتي يا صاحبي، أنت عندك قناعة تانية بقى دي حاجة تخُصَّك".

 

أكيد قناعتي أنا اللي صح، أصل مش بعد ٢١ سنة عايش في المكان هقتنع إن في عفريتة ندَهِت عليَّا يعني.

 

قفلت الموضوع؛ لأن الجِدال مالوش لازمة، ومابيوصَّلش لحاجة، لحد ما وصلنا الكليَّة، ونقلنا جدول الامتحانات وكل واحد رجع على بيته، حاولت أنسى، واليوم فات عادي، لحد ما فتحت الشبَّاك بالليل؛ عشان الأوضة كانت حَر، وطبيعي إن منظر المقابر يكون قدامي؛ والضلمَة، لكن ساعتها شوفتها، المرَّة دي كنت سامعها وشايفها، واقفة فوق قَبر من القبور، وبتبُص ناحيتي وتندَه باسمي.

 

سَحَرِتني، أو عشان أوصف حالتي بالظبط ساعتها، الفضول أخَدني عشان أعرف هي مين، ما هو الفضول أقوى من السِّحر برضه، بيندَهك عشان تمشي ورا الحاجة اللي عاوز تعرفها، من غير ما تفكَّر في العواقب، وأنا قناعتي اتغيَّرت فجأة وكنت على يقين، إن دي مُش إنسية، دي حاجة من عالم تاني، شَبَح؛ روح؛ حاجة من النوع ده، طول عمري ما بقتنعش بالكلام ده؛ لكن دلوقت عيني بتقولّي اقتَنع، وبرَغم كل اللي بيحصل، مفكَّرتش في العواقب اللي مُمكن تِحصل، فضولي أخدني لحد تَحت، نزلت ولفِّيت ورا البيت ودخلت المقابر، وروحت ناحية القَبر اللي شوفتها فوقه، لكني لقيتها واقفة قدّامه، ضهرها ليَّا؛ بنفس هدومها وشعرها الأسود اللي نازل على ضهرها، وقفت متخشِّب وعيني كلها ذهول، لحد ما بدأت تلتٍفِت ناحيتي، ولما وشّها بقى في وشّي؛ شوفت ملامحها؛ كانت جميلة جدًا، مستحيل دي تكون شبح أو عفريتة، لكنها مش غريبة عليّا، أنا اتقابلت معاها قبل كده؛ الملامح دي أنا فاكرها، إحساسي بيقول إني شوفتها وأكتر من مرَّة كمان، وفي وسط تفكيري ابتسمتلي وقالتلي: "بحبَّك يا سامِح؛ مكنتش أقدر أقولَّك الكلمة دي قبل النهاردة، لكن دلوقت أقدر أقولهالك بدون ما حد يلومني، أو أحِس بخجل".

 

مكنتش مستوعب اللي شايفه وسامعه، غمَّضت عيني وفتحتها عشان أتأكد إن كان ده حقيقة ولا هلاوس؛ ولما فتحت عيني ملقتهاش، كنت واقف بين القبور لوحدي في الضلمة؛ بصِّيت حواليّا ومشوفتش غير الضلمة والقبور المقفولة، بعدها مشيت، لأني مكنتش مستعد إن حاجة تانية تحصل، دخلت البيت وطلعت على أوضتي، وقفلت الشِّباك، وقرَّرت إني مش هفتحه تاني مهما كان السبب.

 

الأيام فاتت على الحال ده، الشبَّاك مقفول، وكل ليلة كنت بسمع صوتها وهي بتنده باسمي، وفي ليلة كلِّمت "مُهاب" وحكيتله، كان مصدَّقني؛ لأنه قالّي: "عشان مكنتش مقتنع بكلامي يا صاحبي، ومش مصدَّق إن كل قبر مقفول على حدّوتة جوَّاه".

 

بقيت مصدَّقه، لكن مش قادر أعرف أنا إيه علاقتي بالموضوع، وبرغم إن ملامح اللي ظهرتلي مش غريبة، لكن مُش فاكر هي مين، وإيه علاقتها بيّا، ويعني إيه بتحبِّني، وإمتى وفين وازّاي، وهو في أصلًا شبح بيحب إنسان؟!

 

فضِلت على الحال ده لحد أول يوم في الامتحانات، ولمَّا وصلت الكليَّة ومعايا "مُهاب"؛ شوفت أغرب حاجة ممكن أتخيَّلها؛ ومن خلالها فهمت كل حاجة، لأني شوفت نَعي لزميلة لنا في الدفعة؛ اسمها "فريدة"، وكان عليه صورتها، واللي كانت هي البنت اللي ظهرتلي فوق القَبر.

 

كده فهِمت، رجعت بالذاكرة شويّة؛ لما حصل في مرَّة ولاحِظت إن البنت دي بتبُصّلي كتير، حتى "مُهاب" استغرب يومها؛ وهو اللي خلاني أنتبه، يعني البنت دي كانت بتحبِّني، ولمَّا ماتت واندَفنت روحها لقت الفُرصة واعترفتلي؟ 

 

كل ده دار جوَّه دماغي في ثواني، لحد ما فوقت على صوت "مُهاب" بيقولّي: "الله يرحمها، مُش دي البنت اللي كانت بتبُصِّلك".

 

بلعت ريقي وقولتله: "أيون هي، لكن مكنتش مركِّز معاها، وعايز أقولَّك حاجة حصلت معايا أنت متعرفهاش لحد دلوقت، البنت دي ظهرتلي فوق قبر من القبور، وقالتلي إنها بتحبِّني".

 

وساعتها هَز راسه وقالّي: "صدَّقتني بقى يا صاحبي، إن جوَّه كل قبر حدُّوتة؛ وإنهم بيتواصلوا معانا بالطريقة اللي تناسبهم، وإن ليهم حضور مختلف؛ أي نَعم حضورهم بيخلينا نخاف، علامات ظهورهم مرعبة، لأنهم مبقوش من عالمنا، بيتواصلوا معانا بإمكانيات العالم اللي راحوا فيه".

 

ركِّزت في تاريخ الوفاة اللي مكتوب في النعي، ولما رجعت بالذاكرة، لقيته نفس تاريخ اليوم اللي شوفت فيه الدفنة، اللي ليلتها سمعت فيه صوتها. كده كل حاجة اتفسَّرت، في اليوم اللي "فريدة" اندفنت فيه، روحها أخدت قرار إنها تبقى معايا؛ وكأنها استغلَّت فُرصة مكانها اللي قُريِّب من مكاني.

 

مكنتش عارف أخاف ولا أحزن، ملقِتش قدامي غير إني أترحَّم عليها، واليوم فات والامتحان خلِص، ورجعت على البيت، لكن قبل ما أطلع، دخلت المقابر، وروحت عند نفس القَبر، عشان اتأكّد، لو لقيت اسمها على القبر، يبقى كل اللي بيحصل حقيقة مُش تخاريف، وفعلًا؛ وقفت قدام القَبر وكان عليه اسمها اللي في النَّعي، وتاريخ الوفاة، استسلمت للواقع وأخدت بعضي وطلعت على أوضتي؛ في الليلة دي فتحت الشبّاك ومكنش في خوف جوايا، لإني افتكرت كلام "مُهاب"؛ لما قالّي إن جوَّه كل قَبر حدُّوتة؛ وساعتها طردت الخوف لما عرِفت إن الحدُّوتة اللي جوَّه القَبر اللي بخاف منُّه تخُصِّني.

 

...

ويستمر صوت "فريدة" كل ليلة....

 

تمت

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

648 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع