السلام عليكم و رحمة الله ...

كنت في زياره "اداريه" بحته لكلية الفنون التطبيقيه التابعه لجامعة المنصوره ... و رغم الكلية تابعة لجامعة المنصوره ... و طبعا مقرها المنصوره  :D ... فان هذه الكلية التابعه لها قد انشئت في دمياط و علي كورنيشها و في بقعه ساحره من هذه المدينة الصناعية ...

عندما اتجهت بنظري الي الكورنيش و في البقعه المواجهه بالضبط الي باب تلك الكلية ... لفت نظر شئ و كأنه "كوبري" ناقص و كأن ان جزء منه قد تهاوي في قاع النيل ... و لفت نظري ايضا مسحة من الجمال تحيط بهذا الكوبري ...

سألت بشرا عاشوا امام هذا الكوبري مددا تزيد عن الخمس سنوات (اثناء دراستهم في الفنون التطبيقيه) عن هذا الكوبري ... فتوقفت معلوماتهم عن كونه اسمه كوبري التاريخ ... ثم ... لا معلومات اخري ..

عبرت الشارع العريض ... و توجهت نحو الكوبري ... ثم الي بوابته الزجاجيه .. فاذا بموظف يستوقفني .. اين تذهب ؟ ... فاخبرته برغبتي عن دخول هذا الشئ الاثري او التاريخي ... فرد علي الموظف بلهجه قاطعه : ممنوع

لماذا يا سيدي الموظف ممنوع ؟ ...

فرد ردا لطيفا ... بان هذا المكان "بتاع المحافظ" ... اي يتبع محافظ دمياط ... و غير مصرح لاحد بدخوله ..

و رغم قناعتي بضرورة احترام المؤسسات الحكوميه و قانونها العام ... الا ان فضولي في استكشاف هذا الشئ كان اقوي من القيم و المبادئ  ... فبذلت جهدا مضاعفا مع هذا الموظف لأجعله يمنحني جوله "سياحيه " داخل هذا الشئ و بعد ان اطمئن علي شخصيتي و اني لست من تنظيم القاعده ... سمح لي بالدخول مشكورا ..

بعد ان دخلت الي جوف الكوبري المغلف بالزجاج ايقنت انه كان يستحق عناء الالحاح و عناء مشقة اقناع الموظف بالدخول .........

فهذا الكوبري عباره عن جزء مقتطع من كوبري اثري قديم كان منشأ علي نيل دمياط .... و انتهي عمره الافتراضي منذ زمن سحيق .... فتم اقتطاع هذا الجزء و فصل الباقي عنه ...

منذ دخولي للوهلة الاولي احسست بروعة المكان ... و رقة التصميم .... و رقي الديكور ... فالكوبري المعدني تم تغليفه بالزجاج بالكامل ... و عندما تدخل يستقبلك بهو المكان بكريسيين من اللون الابيض في غاية الرقه تعلوهم شاشة عرض تلفزيونيه ... و الي جانب البهو تجد مخططات قديمه لتصميمات الكوبري و قد تم تحديثها و اعادة طبعها في وريقات فاخره من القطع الكبير ..

عندما تعبر هذا البهو تفاجئ بقاعة اجتماعات ساحره ... فاللون الابيض للمقاعد متناغم جدا مع سحر المكان .... و يزداد الامر سحرا عندما تلقي بنظرك الي النيل عبر حوائط الكوبري الزجاجيه ...

في خلف هذه القاعه البيضاء توجد قاعه اجتماعات اخري .. تتوسطها طاولة اجتماعات خشبيه بيضاويه ... رائعه ..

و عندما تنظر الي جانب الكوبري من الخارج تجد ... كراسي خشبيه و قد اصطفت بجانب السور و كأنها افخم مطعم علي نيل القاهرة ... يدعوك لغداء حالم مع شخص غير نكدي 

بسؤال موظفي المكان اخبروني انها فكرة المحافظ ... و لو صح ذلك فمحافظ دمياط اذا رجل فنان بحق .... و صاحب فكر راق ...و لو ان اي اجتماعات ستعقد في هذا المكان فاعتقد بشده ان نتائجها ستكون ساحره كسحر المكان ... و الله اعلم ستكون قابلة التنفيذ ام لا ... :D

اترككم مع صور التقطها بكاميرا هاتفي المحمول لهذا الجزء الجميل من دمياط ..