كل العلاقات المتينة زائلة .. فما بالك بالعابرة ..
الصداقة ، الزمالة .. و حتي صلات القرابة بدرجاتها .. خاضعة لتقلبات القلوب ... ، و نماذج خيانة الأصدقاء ... و الاخوة الاعداء .. و نفور الابناء من الآباء ..و طلاق الازواج .. ما هي الا دلالة علي أنه لا توجد ضمانة لأية علاقة ...
و يبقي فقط من العلاقة سؤال وحيد ...هو ماذا تعلمت منها ؟
يقول الاشخاص دائما ضمن دارج كلامهم : علمني أبي .. أو أخي .. أو صديقي .. أو زوجي .. او قائدي .. أو زميلي .. او تعلمت من موقف ما حدث مع مرؤوسي او متدربي او تلميذي او ابني ... كذا كذا ..
اذا كانت العلاقة - أية علاقة - و المنتهية و لا ريب حين يحين أجلها ... قد حدثت دون أن ينجم عنها أي نوع من "التعلم" .. أو أن احدا من طرفي العلاقة لم يبذل مجهودا لتعليم الطرف الآخر أي شئ .. فهي للأسف .. علاقة استهلكت وقتا و عمرا و حملا نفسيا بلا طائل سوي انها علاقة فرضتها الظروف ... ، علاقة حدوثها و عدم حدوثها لم يكن ليحدث فرقآ
و "التعلم" هنا .. ليس أن تتعلم الهندسة او الطب ... ، و انما ان تتعلم و لو قيمة واحدة من قيم الحياة ، مبدأ من مبادئ الدنيا ، قيمة مضافة ايا كان نوعها .. يمكن أن يساعد المرء في هذه الغابة المسماه "دنيا" ..
الاجمل في العلاقة .. أن تشعر حقا ان الطرف الأخر يريد ان يعلمك ، ... و لا ينبغي ان يفهم أن التعليم هنا هو التعليم فقط بالشرح و النصح و الزجر و الأمر .. و انما يكون بالموقف و المعاملة و الحرص علي ايصال رسالة .. و شعورك أن شربكك في العلاقة يشعر بمسئولية ان يترك فيك أثرا ...
و الاسوأ .. ان يحدث التعليم و يكون سلبيا .. ، و ان يحدث الأثر و يكون غائرا ... لا يملك طبيب القلوب له دواءا ..