السلام عليكم و رحمة الله ...
حاولت ان اسبح بتخيلاتي فأتخيل نفسي مديرا لموقع "ويكيليكس" بدلا من رئاستي لموقع ويكي تاميكوم
حقيقة .... لم استطع ان اقبض علي تصور واضح لمشاعري حينما وضعت نفسي مكان "جوليان أسانج" مؤسس "الويكي" .... لأن الرجل ببساطه مطارد من كل القوي الكبري في العالم .... و رأسه مطلوبه بشده حية كانت أو مقلية ..... حتي ان مستشار رئيس وزراء بلد متحضر و ضخم مثل كندا اعلن صراحة و في وسائل الاعلام انه يجب علي اوباما اغتيال "جوليان أسانج" .... !!!
اذا ... الرجل اصبح خطيرا جدا ... و جريمته النكراء لن يغفرها له احد .... و موقعه الذي قفز الي مصاف المواقع الكبري في العالم من حيث عدد الوزار و في غضون اشهر قليله سيدفع البلاد الكبري التي تنادي بالحريه المطلقه للمعلومات و حق المواطن ان يعرف كل شئ .... ستدفع بهم الي اضافة قيود علي مواقع الانترنت .... في خطوات تتعارض مع مبادئها التي كانت تنادي بها و تستغلها في توجيه اسهم النقد الي دول كالمملكة العربية السعوديه .... رغم ان الاخيره تفرض قيودها في الاساس علي كل ما هو اباحي ....
نعود الي ويكيليكس ... و هو لمن لا يعرف ... موقع الكتروني اسسه مواطن انجليزي مع شركاء آخرين ..... و وظيفته تسريب وثائق سريه جدا عن العلاقات الدبلوماسية بين الدول و عن الحروب في العراق و افغانستان و الخليج و عن برنامج ايران النووي ... و عن نوايا كوريا الشماليه في البحر الاصفر ....
ايضا قام بتسريب رسائل و برقيات متبادله بين وزراء خارجيه في امريكا و الدول العربيه و اسرائيل و دول لاتينيه .....
و الاكثر من ذلك انه سرب محاضر جلسات خاصه بين زعماء عرب و اجانب يتحدثون فيها "علي طريقة البساط الاحمدي" بعيدا عن قيود الدبلوماسيه .... و بعبارات تعبر عن نوايا حقيقيه تجاه هذه الدوله او تلك .....
منتهي الحرج و الارتباك .... اصاب العالم اجمع .... و وضع العلاقات الدبلوماسيه علي المحك ... و فضح نوايا حقيقيه كانت مختفية .... فكانت الصدمه ....
الآن و بعد هذه التسريبات .... تحاول جميع الدول لملمة اوراقها و اعادة ترتيب اولوياتها .... و تجهيز انفسها لواجهة الواقع الجديد فيما بعد عصر الويكيليكس
دعونا من الدول و سياسييها ..... و اسمحوا لي ان اشارككم خواطر و تساؤلات ... ربما تكون "دون المستوي" لكنها تدق في رأسي ...
اول هذه الخواطر .... هل عملية التجسس الكبري الذي قادها جوليان اسانج عبر موقعه ضد دول كبري يبررها اخلاقيا .... اهدافه المعلنه و التي يقول فيها انه يريد ان يعرف العالم فضائح و فظائع سيسات امريكا و حلفاءها؟
ثاني هذه الخواطر .... هل العالم بهذه السذاجه و البراءه ان يعتقد ان كل ما يقوله هذا الدبلوماسي او ذاك هو الصدق .... و انه المعبر بواقعيه عن نوايا الدوله التي يمثلها ؟
لقد حاولت ان اتابع كل التقارير الاعلاميه التي تناولت وثائق ويكي ليكس المسربه و وجدت ان كل المعلومات المسربه منطقيه للغايه و لا جديد فيها .... يمكن ان يعكس سياسه غير مفهومه لأي دوله ... بل و حتي الخطط التي تتناول اخماد تنامي ادوار دول في المنطقه كقطر و ايران .... ايضا متوقعه ..
كل شئ متوقع .... و لا جديد في وثائق الويكي .... و لكن الجديد هو ان مستوي الاخلاقيات العالمي لا يزيد عن الصفر .... و ان العمل السياسي و الدبلوماسي عموما هو عمل يمكن وصفه اخلاقيا بمستنقع من الانحلال و الانحطاط ... و اني لأري ان راقصة في ملهي ليلي .... لهي صاحبة سياسه اصدق و اوضح من وزير خارجيه دوله كبري او صغري ....
موقع ويكيليكس يا ساده اعتبره نموذج صغير لما من الممكن ان يحدث يوم القيامة
فيوم القيامه سيتكشف فيه امام الجميع ما تقوله الالسنه امام الناس و ما تقوله خلف الجدران و ما تخفيه الصدور ايضا ....
ويكيليكس اظهر العالم كموطن للجرذان الحقيرة.... مع الاعتذار للجرذان الغير حقيرة لو وجدت
تحياتي